403

الحرافيش

تصانيف

وفي اليوم التالي دخلوا في حال جديدة من الحزن امتازت بالهدوء والركود.

قالت حليمة البركة: لا وقت لدينا نضيعه.

فعلق ضياء على قوله بأنه لا وقت لديهم ولا مال ولا صديق ولا شيء، فتساءلت: أين يجدر بنا أن نذهب؟

فأجاب ضياء: بلاد الله لا حدود لها.

أما عاشور فقال: لنبق في المدفن غير بعيدين عن حارتنا حتى يتاح لنا الرجوع.

تمتم ضياء بازدراء: الرجوع؟! - أجل، لا بد من الرجوع ذات يوم، وأكثر من ذلك، لا حياة لنا إلا في حارتنا.

فحسمت حليمة الخلاف قائلة: لنبق هنا بعض الوقت على الأقل.

عند ذاك قال ضياء: لم أنم ليلة أمس. فكرت حتى سمع الأموات نبضات فكري، صدقت عزيمتي على قرار. - ما هو؟ - ألا أبقى هنا.

فتجاهلته أمه وقالت: عن نفسي أعود إلى ممارسة مهنتي السابقة في أطراف الحي البعيدة.

فقال عاشور: سأسرح بفاكهة.

صفحة غير معروفة