اشتعل باطن شمس الدين بالغضب، وكبر عليه أن يصمد عتريس أمام سليمان أكثر من دقيقة. لم يسر بانتصاره. لم يتصور أن القوة تعوزه وهو الشبيه بعاشور في عملقته ولكن تنقصه ولا شك المهارة الكافية.
46
ومضى بسليمان إلى سطح البيت الذي يقيم في شقة منه. خلع ثيابه إلا ما يستر العورة مغموسا في أشعة الغروب الذهبية، وقال لسليمان: افعل مثلي.
فتساءل الشاب متراجعا: لم يا أبي؟ - إنه أمر.
وتراءيا وجها لوجه. شمس الدين بجسمه القوي الرشيق، وسليمان بهيكله العملاق كأنه عاشور.
قال شمس الدين: بكل ما أوتيت من قوة صارع.
فقال سليمان: أعفني من العار. - صارع وتعلم فليست القوة بكل شيء.
وأطبق عليه بالقوة والإصرار.
تلاحما فانتفخت منهما العضلات وهو يقول: بكل قوتك.
فقال سليمان: إني أمهلت عتريس مودة لا عن عجز.
صفحة غير معروفة