حقيقة الإقالة دراسة نظرية تطبيقية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الخامسة والثلاثون. العدد ١٢١
سنة النشر
(١٤٢٤هـ)
تصانيف
أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ الآية١.
وبما رواه أبو سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "إنما البيع عن تراض" ٢، والرضا أمر خفي لا يطلع عليه، فأنيط الحكم بسبب ظاهر وهو الصيغة ٣.
مناقشة هذا الدليل:
ويمكن أن يناقش هذا الدليل بأن يقال نسلم أن العقد منوط بالرضا والرضا كما يحصل بالقول يحصل بغيره مما يشعر به، ومن ذلك المعاطاة، فقد تعارف الناس التعاقدوالتقايل بها في بعض من المعاملات، قال ابن قدامة ٤ "لم ينقل عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه مع كثرة وقوع البيع بينهم استعمال الإيجاب والقبول، ولو استعملوا ذلك في بياعاتهم لنقل إلينا نقلًا شائعًا، ولو كان ذلك شرطًا لوجب نقله، ولم يتصور منهم إهماله والغفلة عن نقله" ٥.
الترجيح:
والذي يظهر لي أن القول بجواز الإقالة بالمعاطاة فيما تعارف الناس التعاقد
_________
١ من آية ٢٩ سورة النساء.
٢ أخرجه ابن ماجه في سننه: ٣/٢٩ رقم الحديث (٢١٨٥) وقال البوصيري اسناده صحيح ورجاله موثوقون (ينظر مصباح الزجاجة مطبوع بهامشه) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٦/٢٩ رقم الحديث (١١٠٧٥)، وصححه الألباني في إرواء الغليل: ٥/١٢٥ رقم الحديث (١٢٨٣) .
٣ ينظر شرح الوجيز للرافعي: ٤/١٠، ومغني المحتاج للشربيني: ٢/٣.
٤ ابن قدامة: هو الشيخ موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الفقيه الحنبلي الزاهد ولد سنة ٥٤١هـ وتوفي في دمشق سنة ٦٢٠هـ. له ترجمة في الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب: ٤/١٣٣-١٤٩، والنجوم الزاهرة: ٦/٢٥٦.
٥ المغني لابن قدامة: ٦/٨.
1 / 255