127

حقيقة التوحيد

الناشر

دار سوزلر للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٨م

تصانيف

الْكَلِمَة السَّادِسَة يحيي
أَي أَنه هُوَ الَّذِي يهب الْحَيَاة وَهُوَ الَّذِي يديمها بالرزق وَهُوَ المتكفل بِكُل ضروراتها وحاجاتها وَهُوَ الَّذِي يهيىء لوازمها ومقوماتها فالغايات السامية للحياة تعود إِلَيْهِ والنتائج المهمة لَهَا توجه إِلَيْهِ فتسع وَتسْعُونَ بالمئة من ثمراتها ونتائجها تقصده وَترجع إِلَيْهِ
وَهَكَذَا فَهَذِهِ الْكَلِمَة تنادي هَذَا الْإِنْسَان الفاني الْعَاجِز وتزجي لَهُ الْبشَارَة نافخة فِيهِ روح الأمل وَتقول
أَيهَا الْإِنْسَان لَا ترهق نَفسك بِحمْل أعباء الْحَيَاة الثَّقِيلَة على كاهلك الضَّعِيف وَلَا تذْهب نَفسك حسرات على فنَاء الْحَيَاة وانتهائها وَلَا تظهر النَّدَم والتذمر من مجيئك إِلَى الْحَيَاة كلما ترى زَوَال نعيمها وتفاهة ثمراتها وَاعْلَم أَن حياتك الَّتِي تعمر وجودك إِنَّمَا تعود إِلَى الْحَيّ القيوم فَهُوَ المتكفل بِكُل حاجاتها ولوازمها فَهَذِهِ الْحَيَاة تعود إِلَيْهِ وَحده بغايتها الوفيرة ونتائجها الْكَثِيرَة وَمَا أَنْت إِلَّا عَامل بسيط فِي سفينة الْحَيَاة
فَقُمْ بواجبك أحسن قيام ثمَّ اقبض أجرتك وتمتع بهَا وتذكر دَائِما مدى عظم هَذِه الْحَيَاة الَّتِي تمخر عباب

1 / 145