146

حقائق التأويل

محقق

شرح : محمد رضا آل كاشف الغطاء

كتاب (القراءات 1) السبعة: (وذلك غير محفوظ عن حفص) NoteV00P146N02.

فأما قوله تعالى: (آتيتكم من كتاب وحكمة)، فقرأ نافع وحده (آتيناكم) على خطاب التعظيم، وقرأ باقي السبعة (لما آتيتكم) على التوحيد ووجه قراءة حمزة (لما) بالكسر: أنه يتعلق بالأخذ، وكأن المعنى أخذ ميثاقهم لهذا الامر، لان الذين يؤتون الكتاب والحكمة يؤخذ عليهم الميثاق لما أوتوه من ذلك، لأنهم الأماثل والاعلام، والقادة والحكام.

وقال سيبويه (3): سألته (يعني: الخليل) عن قوله تعالى: (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه)، فقال: ما ههنا بمنزلة (إن 4)، ودخلتها اللام كما دخلت على إن حين قلت: لئن فعلت لأفعلن، فاللام التي في (ما) تمثل اللام التي في (إن)، واللام التي في الفعل هناك كهذه التي في الفعل ههنا، واللام الداخلة على (ما) لا تكون المتلقية للقسم ولكن تكون بمنزلة اللام في قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض...) NoteV00P146N05، واللام المتلقية للقسم قوله تعالى: (لتؤمنن به) كما انها في (لئن لم ينته المنافقون) قوله سبحانه: (لنغرينك بهم). وهذه اللام الداخلة على إن في (لئن) لا يعتمد القسم عليها NoteV00P146N06، فلذلك جاز حذفها تارة

صفحة ١٤٦