وللأئمة " أقوال تدل على صحة ما ذهبنا إليه؛ منها قول القاسم بن إبراهيم عليهما السلام في مناظرته للملحد: (فالبصر طريق الهيئات، والألوان). وقال في رده على المجبرة: والعقل روحاني [لطيف] لا يرى بالعيون، لأنه ليس بشبح ولا لون ولا جسم. وقال عليه السلام في رده على الملحد: على أنا نجد الصور والهيئات والألوان والصفات بعد أن لا نجدها فيها، ووجود الشيء بعد عدمه أدل الدلالة على حدوثه، فحدثني عن الصورة من أي شيء حدثت؟
فإن قلت: إنها قديمة أحلت، وذلك أنها لو كانت قديمة لكانت في هذا المصور الذي ظهرت الصورة فيه أو في عنصره الذي يسمونه هيولى. فإن كانت في هذا المصور بان فساد قولكم ودعواكم، إذ قد نجده على خلاف هذه الصورة، وإن كانت في الذي تسمونه هيولى فلا بد إذا ظهرت أن تكون قد انتقلت عنه إلى هذا.
فإن قلت: انتقلت أحلت، لأن الأعراض لا يجوز عليها الانتقال، على ان في الصورة ما يرى بالعيان، فإن كانت متنقلة فما بالها خفيت عند الانتقال، وظهرت عند اللبث.
صفحة ١٢٥