وقد روى القاسم بن إبراهيم عليهما السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم أنزلت: {الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}[العنكبوت:1،2]؟ فأخبر بذلك. ثم قال له: ((فلا يكونن خصومك أولى بالقرآن منك ، فإن من الفلج في الدنيا أن يخالف خصمك سنة رسول الله، وأن تخالف القرآن)). وجميع الأئمة، والأمة مجمعة على أن هذا القرآن الذي مع الناس؛ هو القرآن الذي أنزله الرحمن، على نبيئه صلى الله عليه وآله وسلم. إلا فرقة من فرق المجبرة فإنهم قالوا: إن القرآن معنى في النفس، وهذا دليل عليه. فصح أن القرآن هو هذا الذي مع الناس، وهو مع الملك الأعلى، كما هو مع من يحفظه من الملائكة، وغيرهم من المكلفين المؤمنين.
صفحة ١١٧