وقد روي أنه دخل هو ومحمد بن أبي ليلى على جعفر بن محمد عليهما السلام وهو في المدينة، فقال لأبي حنيفة في كلام طويل، وقد ذم قياسه الذي كان يقيسه، فقال له جعفر: يا نعمان؛ (إن) أول من قاس إبليس أمره الله أن يسجد لآدم فقال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }[الأعراف:12]، ثم قال له: أيهما آكد عند الله الصلاة أم الصيام؟ قال: الصلاة، قال: فلم أمر الله الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؛ وهذا آكد من هذا؟ قال: لا علم لي، قال: أيهما أعظم عند الله القتل أم الزنا؟ قال: القتل، قال: فلم أمر الله في القتل بشاهدين وفي الزنا بأربعة؟ قال: لا علم لي. قال: يا نعمان، أيهما أنجس البول أم الجنابة؟ قال: البول. قال: فلم أمر الله بالغسل من الجنابة وأمر بالاستنجاء من البول فقط؟ قال: لا علم لي. قال: يا نعمان، لم جعل الله المرارة في الأذنين، والملوحة في العينين، والرطوبة في المنخرين، والحلاوة في اللسان والشفتين؟ ولم جعل بطن الراحة لا شعر فيه؟ قال: لا أدري.
صفحة ٦٣