Folk Medicine
بتفتيت رواسب الكلسيوم في المفاصل بنفس الطريقة التي يستخدمها السباكون لإزالة رواسب الكلس بمركب حمضي؛ وهو لذلك يصف الخل (وهو حمض خفيف) لمرضى تصلب المفاصل.
48
هذه العلاجات تتغافل حقيقة أن الجسم يحول معظم المواد التي يتناولها، ومن ثم فإن أية خواص تكون لها خارج الجسم يمكن أن تتغير جذريا أو تختفي تماما داخله، فالخل مثلا يتحول بعد عملية تكسير أيضية من حمض خفيف إلى بقايا قلوية، وفي غياب هذا الفهم فإن الناس يستمرون للأسف في تجريب علاجات عبثية؛ لأنها تبدو ذات معنى حدسي ما.
وقد أسهم التنظير السطحي أيضا في الاعتقاد الشائع بأن علينا دوريا أن «ننظف» دواخل أجسامنا، فمثلما ننظف محرك سيارتنا وجهاز تسجيلنا كل فترة، فإن قناتنا الهضمية يمكن أيضا أن تستفيد من عملية تنظيف منزلي عابرة ، في سبيل ذلك يتناول البعض كميات كبيرة من الماء، ويتلقى البعض حقنا شرجية أو يأكلون الزبادي. ثمة معنى حدسي ما في كثير من هذه التقنيات، غير أن جاذبيتها استعارية أكثر منها منطقية. يقول الناس إنهم «يكسحون» السموم بحقنة شرجية موسمية، ورغم أن استعارة الشطف هذه تبدو مقنعة فإن أجسامنا ليست بالضرورة بهذه البساطة في تشغيلاتها، فمع أن تراكم السموم في الجسم هو شيء يجب اجتنابه بالتأكيد، فقد تطور الجسم لكي يقوم بهذه الوظيفة بكفاءة عالية للغاية، ومن ثم فإن عملية السمكرة التبسيطية من جانبنا يمكن أن تعيق هذه العملية بقدر ما تساعدها.
نخلص من كل ذلك إلى أن علينا أن نتبين ما إذا كانت اعتقاداتنا (عن الصحة أو غيرها) ناجمة أساسا عن حس بمعقولية سطحية. علينا أن نحاذر من مبدأ «الشبيه يلائم الشبيه»، إن هذا المبدأ كان من أسباب مقاومة الناس في البداية للنظرية الجرثومية في المرض. لقد بدا للناس حقا أن من غير المعقول أن معلولا «كبيرا» مثل الموت والعجز يمكن أن يكون ناشئا من علة «صغيرة» كالكائنات الميكروسكوبية. إن العلل كثيرا - بالطبع - ما تماثل معلولاتها، ولكن هناك استثناءات تكفي وأكثر لأن تستدعي بعض الحذر وبعض الارتيابية الصحية. (4-5) الطب «الكلي» في «العصر الجديد»
في العقود الأخيرة صارت أعداد متزايدة من الناس تلتمس بدائل أو مكملات للخدمة الطبية التقليدية، بدائل كثيرا ما يطلق عليها لفظة «الكلي»
holistic
أو «العصر الجديد»
New Age .
صفحة غير معروفة