إذا كنت في قوم عدى لست منهم
فكل ما علفت من خبيث وطيب
وفي المثل: " أوضح من مرآة الغريبة ". وذلك أن المرأة إذا كانت هديا في غير أهلها، تتفقد من وجهها وهيئتها ما لا تتفقده وهي في قومها وأقاربها، فتكون مرآتها مجلوة تتعهد بها أمر نفسها. وقال ذو الرمة:
لها أذن حشر وذفرى أسيلة
وخد كمرآة الغريبة أسجح
وكانت العرب إذا غزت وسافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه عند نزلة أو زكام أو صداع. وأنشد لبعض بني ضبة:
نسير على علم بكنه مسيرنا
وعدة زاد في بقايا المزاود
ونحمل في الأسفار ماء قبيصة
من المنشأ النائي لحب المراود
وقال آخر: أرض الرجل أوضح نسبه، وأهله أحضر نشبه.
صفحة ٣٩٢