وسأل البواب الشرطي: هل وجدت معه شيئا؟ - سيفتش في القسم.
وفي تلك اللحظة سمع صوت الباشا الثمل يصيح في سكون الليل: يا حسن، من عندك؟
فهرع السائق إلى الباشا، وطمع الشرطي في سماع كلمة ثناء من صاحب السعادة، فساق الشاب أمامه وتبع السائق، وقال حسن لسيده: قبضوا يا صاحب السعادة على لص يقفز من سور القصر.
فقام الباشا واقفا وغادر السيارة وهو يقول: كيف؟ دي لولو كانت في البيت وحدها.
وهرع نحو الباب الداخلي، وتبعته زوجته في تعثر ظاهر، وكان الباشا يصيح: لولو .. لولو!
وفتح الباب، وظهرت غادة جميلة في لباس النوم الأبيض الشفاف، أشرقت في الظلماء كالشمس ناشرة في الجو عطرا يفعل في الأعصاب فعل الموسيقى العذبة، فصاح الوالدان: الحمد لله .. هل أنت بخير يا لولو؟
فأجابت بصوت له في الأذن وقع العطر في الأنف: نعم يا ماما، ماذا حدث؟
فقال الباشا: قبضوا على لص يقفز من سور القصر.
فخفق قلب الفتاة، وقالت بصوت متهدج: لص! - ألم تسمعي حركة؟ - كلا. - الحمد لله.
وسار الباشا إلى حيث يوجد اللص والشرطي والسائق والبواب، وتبعته زوجته ولولو، ورأت الفتاة وجه المقبوض عليه على ضوء المصباح الهادئ فاشتد خفقان قلبها، وزاغت عيناها، وخفضت بصرها ذاهلة مضطربة.
صفحة غير معروفة