جلست من فوري محبرا ومحررا فكتبت بأحسن خطي رسالة أخرى، مشيرا إلى الرغبة في دوام السلام، واستمرار الوئام، مسهبا في بيان المنافع التي تنجم عن ذلك للدولتين، وتشمل ببركاتها الأمتين، بألفاظ تكاد لكثرتها توقر الحمار، ذكرت في نهايتها الغرض المرمي إليه: وهو الحتم والتشديد على ولي الأمر حين وصول الرسولين الحاملين إليه رسالتنا أن يقطع رأسيهما بلا إبطاء، ولا يمنحهما وقتا لاستغفار ربهما عن عظيم ذنبهما.
هوراشيو :
وكيف وجدت الطابع لختم الرسالة به؟
هملت :
لكل حالة حيلة، لا يفارقني ختم «أبي» وهو على مثال الطابع الدانمركي الكبير فإياه استعملت، ثم لففت الدرج الجديد في الملف القديم، وتركته لهما يحملانه إلى حيث، ولما أقلعت بنا السفينة غير بعيد فاجأنا القراصنة الذين عادوا بي آمنا إلى موطني كما علمت.
هوراشيو :
وماذا عن «روزنكرنس» و«جيلد تشترن»؟
هملت :
أوصيت رجال السفينة - وهم رجالي - بحملهما إلى «إنجلترا» مكرهين أو مغلولين إن خالفا ذلك ليقوما بالسفارة التي تفانيا نفاقا وإثما في سبيلها.
هوراشيو :
صفحة غير معروفة