اصحباه خطوة خطوة، ومن فوركم أقلعوا، أريد أن يبرح المكان الليلة. وكل ما يرتبط بهذه المسألة قد هيئ وختم (يخرج «روزنكرنس» و«جيلد تشترن») . وأنت يا «إنجلترا» حذار أن تلبي دعائي، وتعجلي بقتله، فإن دمي لا تهدأ ناره إلا بسفك دمه (يخرج من جهة ويعود «هملت» و«روزنكرنس» و«جيلد تشترن» من جهة أخرى) .
روزنكرنس :
السفينة مملوءة الشراع، مؤذنة بالإقلاع.
هملت :
انتظراني قليلا ... سأسير إليها (منفردا)
شد ما تجتمع الحوادث على إثارة غضبي، واستفزازي للأخذ بثأري، علمت الآن أن «فورتنبراس» مار ببلادنا يصحبه عشرون ألفا من النرويجيين، لغزو «بولونيا»، أجل لم يخلق الإنسان للطعام والمنام، وإنما منح الذكاء الذي به ينظر ما وراء وما أمام، ليستخدمه في أبعد من هذه الغاية الزرية، وأسنى من ذلك المرام، هذا الفتى الناحل الضئيل «فورتنبراس» يسير في عشرين ألفا من الرجال، متعرضا لصنوف المنايا، في سبيل مطمع وإن قل، هو غزو أرض لا تقوم بأكثر من قشرة بيضة، وأولئك الجنود يترامون بالألوف، في مدارج الحتوف لصغير من القصد، ويسير من المجد، حقا إن النفس الكبيرة لا ينبغي أن تحفل إلا بعظائم الأمور، ولكنها جديرة وأية جدارة بأن تستعظم كل صغيرة تمس الشرف فأحر بي أن أعجل في الانتقام، وإلا فلأكن أنا وأفكاري ومآربي عدما والسلام. هلما أيها الرفيقان (يخرج ويتبعانه) (تدخل «الملكة» و«هوراشيو»، وأحد رجال الحاشية يستأذن ل «أوفيليا») .
الملكة :
قد سافر نجلي الآن وقلبي مفعم بالأحزان، فلا أريد أن أكلمها.
هوراشيو :
هي ملحة بالالتماس، وبها سورة خبال، وكل ما يرى من شكلها، أو يسمع من قولها يدعو للشفقة.
صفحة غير معروفة