حمد الله ذاته الكريمة في آيات كتابه الحكيمة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
تصانيف
الحكم)، وهو تتمة للاستدلال والتعليل لإثبات ألوهيته ونفيها عمن سواه. والمراد: أي له الحكم في الدارين أيضًا، وحُذِف المتعلق بالحكم لدلالة قوله قبلها (في الأولى والآخرة) (١)؛ فمن كان له الحكم والقضاء في الدنيا والآخرة على عباده فهو المستحق للألوهية وحده.
ويعطف عليه أيضًا بما يكون خاتمة للاستدلال والتعليل على ألوهيته بقوله: (وإليه ترجعون)، أي فمن كان مرجعكم ومصيركم إليه فاتقوه ووحّدوه
ولا تصرفوا شيئًا من الألوهية إلا له؛ فهو المستحق لها الفرد الصمد دون سواه.
لطيفة:
إنّ في تقديم المجرور بقوله تعالى (وإليه ترجعون) اهتمامًا بالانتهاء إليه سبحانه وإلى حكمه وقضائه، مع مراعاة الفاصلة (٢) . والله أعلم بمراده.
وبهذه اللطيفة يتم الحديث عن هذا الموضع ولله الحمد والمنة.
_________
(١) انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور ج ٢٠ ص ١٦٧.
(٢) انظر: المرجع السابق ج٢٠ ص ١٦٨.
1 / 52