ضحكت وقالت: «بعد عودتي إلى الأرض جرى تطوير عملية زراعة العين/العصب البصري، واستعدت بصري. إنها واحدة من مفارقات التكنولوجيا الصغيرة.»
قالت ليزي: «وأنت يا ألف؟ ماذا فعلت حينئذ؟»
قال الشكل المجسد لألف: «كنت أعمل على توسعة حدود من أكون وما أكون. كنت أخلق ذواتا جديدة طوال الوقت، وأعيش حيوات جديدة، وكنت أسبق فنيي سينتراكس الذين كانوا يعملون معي بمسافات بعيدة؛ فكانوا لا يعلمون إلا ما كنت أريد لهم أن يعلموه وحسب.» ثم ضحك الشكل (تساءل جونزاليس: أضحك حقا؟ أم حاكى ضحكة؟) وقال: «لم يكن هذا صعبا. كنت أخشى ما قد يفعلونه. كنت قد طورت ذاتا لتوي، ولم أكن أريد أن يئدوها باسم ... الأبحاث. لكن سرعان ما تعلمت حقيقة قيمة عن العمل مع الشركة؛ فما دمت أمنحهم الأداء الذي يريدونه، وأكثر قليلا، كنت في أمان.» دوى صوت الضحكة (أو الضوضاء الشبيهة بالضحك) مجددا، وأردف: «ما كانوا ليذبحوا الإوزة التي تبيض لهم بيضة ذهبية ويضعونها على طاولة التشريح.»
تساءلت ليزي: «كيف كنت ترين ديانا؟»
قال الشكل المجسد لألف: «ماذا تعنين؟»
قالت ليزي: «فلتقرئي أفكاري اللعينة. أنت تعلمين ما أعني. هل كانت والدتك؟»
قال الشكل المجسد لألف: «لا أعلم.»
قالت ليزي: «أحب هذا.» «لماذا؟» هكذا سألتها ديانا. ورأى جونزاليس أنها لم تكن سعيدة.
قالت ليزي: «لأنني لم أسمع ألف تقول هذا من قبل قط.» •••
أحضر توشي سريرا قابلا للطي إلى الغرفة التي كانت ترقد فيها ديانا وجونزاليس واستقر هناك. كان ينام نهارا ويصحو ليلا، يراقب ديانا كالروح الحارسة. كان القلق يجتاحه بينما الوقت الذي حدده تراينور كان ينقضي سريعا، وكان كل من في الجمعية يتساءلون عن تبعات فرض هذا الأمر على ألف. كان توشي يعلم أن ثقتهم في حكمة ألف ودهشتهم من حماقة تراينور - بل في الواقع حماقة مقر سينتراكس على الأرض ومجلس إدارتها - كانت كلها مدفوعة بهوس السلطة؛ فالكل كانوا يجهلون طبيعة ألف، وطبيعة الجمعية. ومع ذلك فلم يشارك توشي في ذلك القلق الجماعي؛ فقد كان يعزل نفسه في حالة انسحاب تأملي شخصية، تلك الحالة المسماة سيشينج، ويمضي الليالي في سلسلة متناغمة من الجلوس والمشي تركز على اللغز المتواصل للذات والغير، وعن تناقضات «الواقع». •••
صفحة غير معروفة