قال الكائن الصغير: «الصحة ليست مبررا أمام القانون. أيا كانت الضمائر التي تستخدمها.»
قالت ليزي: «كانت الضمائر تجوب الأرض في ماضي الأيام.»
قال جونزاليس: «كلا، لم يحدث هذا.» الفكرة ذاتها.
قال الكائن الصغير: «الضمائر أم نقيض الضمائر. المهم في الأمر هو ألا تنسى أصدقاءك.» ثم ابتسم، وتقوست شفتاه المعدنيتان مظهرتين أسنانا فضية. صاح: «استيقظ.»
انتفض جونزاليس من نومه وصورة الطفل المعدني أمام عينيه، كان لا يزال قادرا على رؤية الضوء المنعكس على أسنانه وهو يبتسم.
سأله جهاز «الميميكس»: «أأنت مستيقظ؟ ليزي تريد التحدث إليك.» «صلني بها.» ثم فكر في نفسه قائلا: «ما هذا بحق الجحيم؟»
سألته: «أعلمت بالأمر؟» «ماذا؟» «أعتقد أن ألف تتواصل معنا، كي تخبرنا ألا ننسى أصدقاءنا.» •••
اجتمعوا معا في مقر سكن أعضاء الجمعية في السادسة صباحا. كانت الشمس لا تزال تسطع عبر نوافذ الفناء المفتوحة بحيث تظهر أصص الزهور والسراخس والعشب، وهي لا تزال رطبة بفعل الشبورة التي استمرت طوال الليل.
وقف جونزاليس قبالة إحدى الحوائط، منتظرا. كانت التوءمان ترتديان الملبس ذاته؛ سالوبيت رماديا داكنا، وجلستا معا في الجانب المقابل من الغرفة، تنظران إليه وتقهقهان. جلس عدد من أعضاء الجمعية في منتصف الغرفة، وقد بدا على أولئك الذين خرجوا للتو من عملية اتصال الإنهاك والشرود.
وقفت امرأة شابة أمام جونزاليس. كان شعرها الأسود قصيرا، وكان وجهها شاحبا وبه بقع، كما لو كانت تعاني مشكلة جلدية. كانت ترتدي قميصا ثقيلا أخضر اللون كان يصل حتى منتصف فخذيها، وبنطالا داكنا فضفاضا مضموما عند العقبين. بدا أن إحدى عينيها تنظر بعيدا إلى الفضاء بينما كانت الأخرى مثبتة على جونزاليس، ثم أخذت تنظر إليه لأعلى ولأسفل. قالت المرأة بصوت مرتفع: «إنه يضم ذراعيه هكذا.» ثم ضمت ذراعيها معا في محاكاة دقيقة لحركة جونزاليس وقالت: «تلك هي المكافأة.» نظرت حولها ورأس سامدوج وهو يتحرك في تثاقل جيئة وذهابا كالدب الحبيس، ويداه معقودتان على بطنه الضخم. «وهو يضم يديه هكذا.» ثم ضمت يديها معا كي تبين لجونزاليس كيف يفعلها سامدوج. ثم ابتسمت وأردفت: «وتلك هي مكافأته.» ذهبت إلى سامدوج، الذي توقف عن الحركة كي يتحدث إليها، وتعانق الاثنان كما لو كان كل منهما مندهشا لرؤية الآخر هناك، وممتنا لذلك. انتاب جونزاليس شعور مبهم غير مريح.
صفحة غير معروفة