وهم معه كولد نوح، حذو المثال بالمثال، وما زلنا نطرز المنابر بذكره(1) ونحلي المقامات بشكره(2)، ما قصدنا بذلك إلا الخروج عن عهده(3) ما يجب علينا من حقه، ولو عقلتم ولن تعقلوا لشكرتمونا على ذلك، فإن رجلا لو ورد بقصيدة يمدحكم فيها لعظمتم من شأنه، ورفعتم من مكانه، ومدح أبيكم أشرف لكم، وحقه أوجب عليكم ولكن لا تمييز.
ووجه رابع(4) وهي(5): المصيبة الكبرى، والفاقرة العظمى، انظروا إلى الصف الذي هو فيه(6)، هل بقي بعده أو سعيتم في نقض ذلك البنيان المرصوص، فهل نشده ونشيد(7) بنيانه؟ فتأتون فتخربونه وتهدمونه،ثم تكونون معه يوم القيامة، فلماذا أرسل الله الرسل(8) وأنزل الكتب، وأرصد الوعد والوعيد، وأوعد الثواب(9) والعقاب إن ألحقنا(10) المسيء بالمحسن والكافر بالمؤمن {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به}[النساء:123].
صفحة ٦٧