الخطاب: بنية تحاورية، تجادلية، سجالية، تستدعي سياقات وليس سياقا واحدا، تتضمن المتكلم: والمتكلم في الخطاب متعدد الأصوات، كلمة صوت لا تعني المتكلم بالمعنى اللاهوتي، المتكلم بالمعنى اللاهوتي هو الله بالقرآن، لكن تعدد الأصوات داخل النص القرآني، ليس معناها تعدد الآلهة التي قال القرآن. مفهوم الصوت هنا هو مفهوم لغوي سيميولوجي يتحدث عن تعدد الأصوات داخل أي بنية سردية، وسنرى إلى أي حد ينطبق على القرآن أنه بنية سردية. فهنا تعدد الأصوات، وسأطرح أمثلة لتعدد الأصوات، هناك لا بد لدراسة الأصوات دراسة المخاطب أو المخاطبين، نمط الخطاب: هل الخطاب تهديد، هل الخطاب بشرى، هل الخطاب تقرير، هل الخطاب اعتراض، هل الخطاب نفي، هل الخطاب إزاحة؟ كل هذه آليات الخطاب، فحوى الخطاب يدخل فيها مستويات كثيرة جدا، ما يقوله الخطاب، وما المسكوت عنه في الخطاب ويستنبط بالفحوى، ثم تأثير الخطاب على المتلقي ورد فعل المتلقي.
مثال لتعدد الأصوات: سورة اقرأ (العلق)
اقرأ باسم ربك
الكاف طبعا هي كاف المخاطب الأول محمد
ربك
الخطاب هنا يقدم رب محمد لمحمد
الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم
المقدس في صيغة الغائب، المخاطب في صيغة المخاطب والصوت الذي يتحدث هو صوت ثالث، أحذر من الدخول في المناطق اللاهوتية، صوت ثالث يعني من؟ ممكن يكون جبريل. حين يقول القرآن
إنني أنا الله لا إله إلا أنا
هذا هو الصوت المقدس، لكن حين يكون المقدس مشارا إليه بضمير الغياب، فيكون صوت المقدس حاضرا من خلال أصوات أخرى. •••
صفحة غير معروفة