والحق، يا إخوتي، إنني في ذلك الحين
سأفتش عن خرافي الضالة بعين
أخرى فأبذل لكم حبا غير هذا الحب.
زرادشت
الفضيلة الواهبة، الجزء
الأول
الطفل حامل المرآة
ورجع زارا إلى الجبال، إلى عزلة كهفه ليحتجب عن الناس كالزارع ألقى بذوره في أثلام أرضه وبات يتوقع نبتها، ولكنه ما لبث أن حنت جوارحه إلى أحبابه؛ إذ كان عليه أن يمنحهم بعد كثيرا من الهبات، وأصعب ما يلقى المحب اضطراره إلى قبض يده إجابة لداعي محبته وتفاديا للمنة في عطائه.
ومرت على المنفرد الشهور والأعوام وحكمته تزداد نموا فتزيده ألما باتساع آفاقها.
وأفاق يوما من نومه قبل انفلاق الفجر، واستغرق في تفكيره وهو ممدد على فراشه وتساءل قائلا: لماذا أرعبني هذا الحلم حتى استفقت منه مذعورا؟ رأيت كأن ولدا «يحمل مرآة» اقترب مني وهو يقول: انظر في هذه المرآة يا زارا.
صفحة غير معروفة