هكذا علمتني الحياة
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م
تصانيف
خواطري، ثم غادرت المستشفى فتابعت تسجيل هذه الخواطر في فترات متقطعة كانت تدفعني إليها مناسبات الأحداث. إلى أن تجمع لي منها قدر كافٍ رأيت من الخير الاستجابة إلى رغبات بعض إخواني في نشرها رجاء النفع والفائدة إن شاء الله.
لقد دوّنت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ولا مبوبة، فقد كنت أرى المنظر فيوحي إليَّ بالخاطرة أو بأكثر فأدونها، ثم أرى منظرًا آخر فأدوّن ما خطر لي تعليقًا عليه، وكنت أحيانًا أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس فأكتب ما استفدت من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلطًا بعضها ببعض، وقد يوحي إليّ الأمر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها يردف بعضها بعضًا كما يرى القارئ في بعض المواضع. وأيّا ما كان فأنا أعرضها كما كتبتها دون أن أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع إلى شبيهه، لغرضين اثنين:
أولًا: أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلال بضعة شهور قضيتها منقطعًا عن الناس ما بين المستشفى والبيت.
ثانيًا: أن يكون في انتقال الخواطر من موضوع إلى موضوع، ما يلذ للقارئ متابعتها، فقد تمل النفس من موضوع واحد يتتابع فيه الكلام على نسق واحد، ولكنها تنشط حين
1 / 12