قال: «كأني بليلى الأخيلية قد دخلت دار مولاتي اليوم، فإذا كانت هنا، فلا أرى أقدر منها على إخراجي من هذا المكان.»
قال حسن: «هان الأمر، فلك علي أن أوسط ليلى في العفو عنك.» •••
ولم يتم حسن كلامه حتى سمع صوتا يناديه، فالتفت فرأى خادمه عبد الله واقفا على بضع خطوات منه فقال حسن: «ما وراءك؟»
فدنا عبد الله منه وقال: «دخلت البيت وسألت عن عرفجة فقيل لي إنه خرج في الصباح ولم يعد بعد ولا يعرف أحد مقره.»
فابتدره حسن قائلا: «وسمية؟»
فقال: «وسألت عن سمية فعلمت أنها ذهبت إلى سكينة من برهة قصيرة فسررت بذلك وأتيت لأخبرك، فهل رأيتها هنا؟»
قال: «لم أرها ولعلها في البيت مع النساء، فكيف أصل إليها؟! بورك فيك يا عبد الله، امكث أنت بالباب مع الخدم والجمل معك حتى أخرج أو أحتاج إليك في شيء.»
قال: «سمعا وطاعة.» وخرج.
وعاد حسن وقد شغل عن أشعب ونجاته بالبحث عن سمية، ولما تصور أنه سيتمكن من مقابلتها خفق قلبه، فلم ير وسيلة إلى ذلك إلا ليلى، فجاء باب القاعة التي تستقبل سكينة فيها ضيوفها، فرأى عليه رجلا واقفا وقوف الحاجب فقال له حسن: «هل في مجلس بنت الحسين أحد؟»
قال الرجل: «إن مجلسها غاص بالناس، وفيهم جماعة من الشعراء والشاعرات.»
صفحة غير معروفة