وبدأ العمل على قدم وساق، لعرض المسرحية الجديدة «الهوسة»! وهي من تأليف حافظ نجيب، ومن نوع الفودفيل أيضا، وقد تقرر عرضها يوم 21 / 3 / 1927 على مسرح سميراميس بشارع عماد الدين. وقبل العرض بأيام قليلة، نشر حافظ إعلانا، أخبر فيه الجمهور بتأجيل افتتاح مسرحيته «الهوسة» إلى يوم الخميس الموافق 24 / 3 / 1927.
29
وفي يوم الخميس هذا، أصدر حافظ نجيب عددا من مجلته «الحاوي»، وهو عدد - شبيه بالعدد السابق الذي صدر يوم افتتاح مسرحية «بم بم» - كان عبارة عن نشرة إعلانية عن تمثيل مسرحية «الهوسة»، مكونا من أربع صفحات، وكان يوزع مجانا على الجمهور. والإعلانات الموجودة في هذا العدد،
30
تفيد أن مسرحية الهوسة ستمثل ابتداء من 24 مارس وحتى 27 منه. وابتداء من 28 مارس حتى أول أبريل ستعيد الفرقة تمثيل مسرحية «بم بم».
وفي يوم العرض الأول لمسرحية الهوسة، ذهب الناقد الفني لمجلة «الفنون»، بدعوة شخصية من حافظ نجيب، كي يشاهد المسرحية ويكتب عنها! وبالفعل ذهب الناقد بناء على دعوة صاحب الفرقة ومؤلف ومخرج وممثل المسرحية «حافظ نجيب»، وكتب مقالة قصيرة جدا، نشرها في عدد المجلة بتاريخ 3 / 4 / 1927، قال فيها: «حافظ نجيب محاط بالعجائب والغرائب دائما، وأعجب ما شهدناه أننا دعينا منه لحضور رواية «الهوسة»، التي سيمثلها على مسرح سميراميس. ولكن ما كان أعظم دهشتنا، إذ ذهبنا في الموعد المحدد، فإذا بالتياترو موصد الأبواب! فسألنا، فقال أحدهم: إنه يستريح الليلة ليستعد لتمثيل رواية «بم بم»! وقال آخر: إنه لم يجد إقبالا عليه فعطل التمثيل! وقال ثالث: إنه أراد أن يضحك من الناس ويهزأ بهم! وعلى أية حال فقد ذهبنا فلم نجد لا حافظ نجيب، ولا فرقة حافظ نجيب ، والسلام!»
وكانت هذه الكلمات، آخر كلمات نشرت عن حافظ نجيب كمسرحي! فلم نسمع عنه كمسرحي بعد ذلك، ولم نجد أية إشارة تدل على تمثيل مسرحية «الهوسة»، ولم نجد أي خبر عن فرقته! وهكذا يسدل الستار على نشاط حافظ نجيب المسرحي، ذلك النشاط الذي كان مجهولا للجميع، قبل صدور هذا الكتاب، الذي نتوجه - في الصفحات التالية - بنشر مخطوطتين لمسرحيتي «الحب والحيلة» و«محور السياسة»، وهما من الآثار الأدبية النفيسة للأديب حافظ نجيب! حيث إنهما من تآليفه النادرة، التي لم تنشر منذ عام 1915!
رواية «الحب والحيلة»
بقلم حافظ نجيب
غلاف مخطوطة مسرحية «الحب والحيلة».
صفحة غير معروفة