19
وكانت قصة «عمر بك» القصة الثالثة، وهي تحكي عن حافظ نجيب، عندما نزل في فندق أوتيل آيات بالإسكندرية باسم عمر بك. وكانت تسكن في الغرفة المجاورة الفتاة إقبال التركية. وفي يوم ما ذهب حافظ إلى مقابر الإسكندرية، وجلس عند مقبرة والدته يبكيها، فتقابل مع إقبال التي جاءت تبكي والدها، فنشأ بينهما التعارف، الذي تطور بمرور الأيام إلى حب جارف. وعلم حافظ من إقبال أنها جاءت إلى مصر للاستشفاء في حلوان من علة الصدر، ففقدت والدها في الإسكندرية، ومن ثم أوقفت العلاج. وأمام ذلك صمم عمر بك - أو حافظ نجيب - الذهاب معها إلى حلوان لاستكمال علاجها. وفي حلوان اشتد المرض على إقبال، فلازمت الفراش مدة طويلة، وكان عمر بك بجوارها طوال هذه المدة، حتى قبض عليه البوليس بعد أن كشف شخصيته، وأودعه السجن. وفي هذه الفترة وصلت إقبال في مرضها إلى حالة متأخرة، حتى أصبحت بين الحياة والموت. وعندما علم حافظ بحالتها هذه هرب من السجن عن طريق التنكر، ومكث معها لحظاتها الأخيرة قبل أن تموت. وكان هذا هو السر الذي دفع حافظ نجيب إلى الهروب من السجن لأول مرة!
20
أما القصة الرابعة، فكانت بعنوان «الفريسة»، وهي تحكي عن إحدى مغامرات حافظ نجيب النسائية، عندما تعرف على الفتاة جان، وهي من أم فرنسية وأب سوري توفي في القاهرة.
21
والقصة الخامسة والأخيرة، كانت بعنوان «الزالقة»، وهي تحكي عن حافظ نجيب، عندما تعرف في يوم ما بفتاة طلبت منه مساعدتها للالتحاق بإحدى الفرق المسرحية، ولكنه خشي عليها من دخول هذا العالم الغريب، ونصحها بالابتعاد عنه. وبعد فترة من الزمن قابل الفتاة مرة أخرى، وذكرته بنفسها، بعد أن سقطت سقوطا شديدا في الرذيلة. وكان سبب السقوط أحد الإنجليز من مستعمري مصر، حيث سلبها عفافها انتقاما من والدها، الذي كان ينافسه في بعض الأعمال.
22
حافظ نجيب ... المسرحي
إذا كان حافظ نجيب، عرف عنه نظمه للشعر، وتأليفه للروايات وترجمتها، وتعريبه لبعض الكتب الاجتماعية أو الفلسفية، فإن تفاصيل نشاطه المسرحي مجهولة عن الجميع في وقتنا الحاضر، ولم يكتب عن هذا الجانب المسرحي إلا من خلال إشارتين لشخصي الضعيف، كتبتهما قبل عرض مسلسل «فارس بلا جواد» بعدة أشهر! أي قبل أن تحدث الضجة التي صاحبت عرض المسلسل.
ومن الجدير بالذكر أن الإشارة الأولى، تم نشرها قبل عرض المسلسل بشهرين، في مقدمتي لكتاب «المسرح المصري»، الموسم المسرحي 1921، الذي أصدره المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عام 2002. أما الإشارة الأخرى، فتم نشرها بعد ظهور المسلسل بشهرين أيضا، في كتابي الأخير «مسيرة المسرح في مصر: 1900-1935»، الجزء الأول : فرق المسرح الغنائي . الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2003. وفي هاتين الإشارتين، تحدثت بكلمات موجزة، عن نشاط حافظ نجيب المسرحي، من خلال عمله كممثل في فرقة أولاد عكاشة عام 1915، ثم تكوينه لفرقة مسرحية خاصة به، كانت تحمل اسمه منذ عام 1919.
صفحة غير معروفة