تذل له كل النفوس وإن علت
وأي محب لا يذلله الحب
وأمسيت لا أشكو البعاد ولا الهوى
ولا أذكر الماضي وتذكاره عذب
ليالي نام الدهر فيها ولم يفق
فبتنا سكارى خمرنا الوصل والقرب
وفي هذه الأبيات، يشكو لوعة الحب واشتياقه للمحبوبة؛ لأنه يعلم علم اليقين، أن حكم الحب على الإنسان حكم نافذ، وهذا الحكم يطبق على الجميع مهما كانت منزلة الإنسان وعلو شأنه! وبالرغم من ذلك فقد أصبح لا يشكو من البعد أو الحب، بل ولا يريد أن يذكر الماضي، رغم حلاوته وطيب ذكرياته! وكفى من هذا الماضي ذكرى مقابلاته مع المحبوبة، حيث كان الدهر يتغافل عنهما، ليستمتعا بنشوة الوصل والقرب، التي تجعلهما سكارى!
وفي قصيدة أخرى - وهي تكملة للقصيدة السابقة - يستكمل حافظ صورة العشيقين، قائلا:
6
ولما أفاق الدهر من بعد نومه
صفحة غير معروفة