الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين

الصابئ، غرس النعمة ت. 480 هجري
90

الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين

محقق

صالح الأشتر

الناشر

منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق

تصانيف

البلاغة
٣٥٧ - وبالإسناد قال: حدث الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا الأصمعي عن ابن أبي عرفة قال: أملي زياد بن أبيه على كتابه يومًا كتابًا إلى معاوية، وسها فقال عن خاطر خطر بقلبه: "وهذا الرجل عمران بن الفضل البرجمي" فكتب الكاتب، فلما وصل الكتاب إلى معاوية، كتب إلى زياد: "ذكرت في كتابك عمران بن الفضل البرجمي ولم تذكر لهذا الكلام ما تقدمه ولا ما اتصل به" فسأل زياد الكاتب عن ذاك، فقال: ما أعلم، أنت تملي وأنا أكتب فقال زياد. حديث نفس سقط بين كلامي وكتابي، لا تكتبوا كتابًا إلا جعلتم له نسخة في الديوان، فكان ذاك أول وضع النسخ. ٣٥٨ - وبالإسناد قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد بن المرزبان قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب قال: حدثنا أبو عبد الله القرشي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال مالك بن أنس: إن لهؤلاء الشطار ملاحة، صلى واحد منهم خلف رجل، فلما قرأ: "الحمد لله" أرتج عليه، فجعل يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وردد ذلك دفعات، فقال له ذلك الشاطر من خلفه: والله ما للشيطان ذنب إلا أنك سخين العين ما تحسن تقرأ. ٣٥٩ - وبالإسناد قال: حدثنا أبو النصر العقيلي قال: حدثنا أبو الحسن بن راهويه قال: صلى يحيى بن المعلى الكاتب فقرأ: "قل هو الله أحد" فغلظ فيها، وكان في المجلس أبو نواس ووالبة بن الحباب وعلي بن الخليل والحسين الخليع، فقال أبو نواس: أكثرَ يحيى غلطًا ... في قل هو الله أحد فقال والبة: قام طويلًا ساكتًا ... حتى إذا أعيا سجد فقال ابن الخليل: يزحرُ في محرابهِ ... زحيرَ حبلى للولد فقال الخليع: كأنما لسانهُ ... شدَّ بحبلٍ من مسد ٣٦٠ - وبالإسناد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعدان قال: حدثنا الأصمعي عن عبد الله بن صالح قال: قال لي رجل من حارثة بن لام: أضافني رجل من بني تغلب فأحسن ضيافتي، فأفلت من لساني هذا البيت: والتغلبيّ إذا تنحنح للقرى ... حكَّ أسته وتمثّل الأمثالا فخجلت وسقط في يدي، فقال ما هذا بالله انبسط فإنما قلت كلمة مقولة. ٣٦١ - وبالإسناد: حدثنا أحمد بن أبي سهل بن عاصم أبو بكر الحلواني قال أبو بكر ختن المبرد: لقيني الأسباطي على الجسر وقد أخذ إسماعيل بن بلبل دور أهل الخلد فقال لي: بغى وللبغي سهامٌ تنظر أنفذ في الأكبادِ من وخزِ الإبر سهامُ أيدي القانتين في السحر قال: فو الله ما مضت أيام حتى كان من أمر إسماعيل وهلاكه ما كان. ؟ ٣٦٣ - ذكر أعرابي أنه شهد الموقف مع عمر بن الخطاب ﵇ فصاح به صائح: يا خليفة رسول الله، ثم قال: يا أمير المؤمنين، فقال رجلي من خلفي: دعاه باسم ميت، مات والله أمير المؤمنين فالتفت إليه فإذا رجل من بني لهب، وهم من بني نضر بن الأزد، وهم أزجر قوم قال كثير: سألتُ أخا لهبٍ ليزجرَ زجرةً ... وقد صار زجرُ العالمين إلى لهبِ قال: فلما وقفنا لرمي الجمار إذا حصاة قد صكت صلعة عمر فأدمته فقال قائل: أشعر والله أمير المؤمنين، والله لا يقف هذا الموقف بعدها فالتفت إليه فإذا هو اللهبي بعينه، فقتل عمر قبل الحول، قدس الله روحه، ونور ضريحه. ٣٦٣ - وحكى المبرد قال: قال يزيد على المنبر، وقد ذكر عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: وهذه الضبعة العرجاء، فتحدث الناس بزلته فيها وغلطته، لأن الأنثى يقال لها ضبع والذكر يقال له الضبعان فإذا جمعا قيل ضبعان.

1 / 90