الخطاب رقم 10
هذا هو الخطاب الأخير في المجموعة، وإن كان بعض الناس يعتقدون أنه لم يكن الأخير، وأن الأستاذ كليمان أرسل بعده خطابا إلى صديقه المسيو دي روان ولكن الصديق مزقه عقب قراءته لسبب لا يزال مجهولا.
أما مصير روجيه كليمان بعد كتابته هذا الخطاب فليس معروفا على وجه الدقة، ومع أن بعض الثقات يؤكدون أنه عاد إلى فرنسا في أخريات أيامه حيث وافاه الأجل، فإنني شخصيا ضد هذا الرأي.
س. مارتان
وها هو الخطاب:
القاهرة في 20 يونيو سنة 1801
عزيزي جي
لا زلت لا أعرف إن كان خطابي الأخير قد وصلك أم ضل الطريق إليك، ولا أعلم إن كنت قد كتبت ردا عليه وفقد هو الآخر، أم أنني لا أزال سيئ الظن بمصلحة بريدنا الموقرة.
على العموم، وسواء ألقي خطابي هذا مصير سابقه أم وصلك سالما، فإنني أحس أني لا بد أن أكتب لك، حتى ولو كنت متأكدا أنه لن يصلك، فهناك أشياء كثيرة تحدث داخل نفسي، وأريد أن أفضي بها لصديق، فكما تعلم أنا لا أجرؤ على أن أهمس لأحد هنا بما يدور في خلدي، أعلم أنك ستسخر مني كعادتك، ولكن، أرجوك حاول أن تفهمني، فالناس هنا لا يريدون.
طلبت مني في خطابك الذي أرسلته منذ أكثر من ستة شهور أن أحدثك عن مصر والمصريين، وذلك الشعب الذي يحيا على ضفاف النيل، ومشكلتي يا صديقي العزيز، هي هذا الشعب!
صفحة غير معروفة