12
صعقة موسى يوم دك الجبل، ولما أفقت من غشيتي، وانتبهت من دهشتي، أخذت أسرع في مشيتي، فسمعته يناديني، وأبصرته يدانيني، فوقفت امتثالا لأمره، واتقاء لشره، ثم دار الحديث بيننا وجرى، على نحو ما تسمع وترى، بالتركية تارة والعربية أخرى:
الدفين :
ما اسمك أيها الرجل، وما عملك، وما الذي جاء بك؟ (فقلت في نفسي: حقا إن الرجل لقريب العهد بسؤال الملكين، فهو يسأل على أسلوبهما، فاللهم أنقذني من الضيق، وأوسع لي في الطريق لأخلص من مناقشة الحساب، وأكتفي شر هذا العذاب، ثم التفت إليه فأجبته):
عيسى بن هشام :
اسمي عيسى بن هشام، وعملي صناعة الأقلام، وجئت هنا لأعتبر بزيارة المقابر، فهي عندي أوعظ من خطب المنابر.
الدفين :
وأين دواتك يا معلم عيسى ودفترك؟
عيسى بن هشام :
أنا لست من كتاب الحساب والديوان، ولكني من كتاب الإنشاء والبيان.
صفحة غير معروفة