(ق129ب)
جزء فيه من حديث قاضي القضاة أبي محمد بن معروف.
ومن حديث أبي بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق.
رواية أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي.
وفيه من حديث أبي الحسن الباقلاني، رحمه الله.
رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي المعدل، عن شيوخه المذكورين في باطن هذا الجزء.
رواية الشيخ الإمام العالم أبي العباس أحمد بن يحيى بن أحمد ناقة الحنفي بالكوفة، عنه.
ملك وسماع منه للحاجب الأجل العالم السيد مقرب الدين عز الإسلام أبي المحاسن بعتمر بن سعيد بن بختيار الدعمي نفعه الله بالعلم آمين.
صفحة ١
[من حديث ابن معروف والوراق والباقلاني لأبي الغنائم النرسي]
(ق130أ)
أخبرنا الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد ناقة الكوفي، قراءة عليه وأنا أسمع، فأقر به، قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، قراءة عليه، قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
أخبرنا الشيخ أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، قراءة عليه في جامع المدينة، قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن معروف، قال:
1 - أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن نافع الخزاعي، أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حائطا من حوائط المدينة، فقال لبلال: أمسك علي الباب، فجاء أبو بكر يستأذن، ورسول الله صلى الله عليه جالس على القف، مادا رجليه، فقال بلال: هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فجاء حتى جلس على القف، ودلى رجليه، ثم ضرب الباب، فجاء بلال، فقال: هذا عمر يستأذن، فقال: ائذن له، وبشره بالجنة، فجلس معه على القف، ودلى رجليه، ثم ضرب الباب، فقال بلال: هذا عثمان، يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة ومعها بلاء.
قال: أخبرنا أبو محمد بن صاعد: هذا حديث يرويه محمد بن عمرو، وخالفه أبو الزناد، فرواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن نافع بن عبد الحارث (1)، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
صفحة ١
_حاشية 2 - قرىء على أبي محمد بن صاعد، وأنا أسمع، حدثكموه يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد.
قال ابن صاعد: وحدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: شهد عندي أبو سلمة بن عبد الرحمن، أخبره عبد الرحمن بن نافع بن الحارث، أن أبا موسى الأشعري، رحمه الله، أخبره أن النبي صلى الله عليه وآله كان في (ق130ب) حائط بالمدينة على قف البئر ... ثم ذكر الحديث.
صفحة ٢
3 - وقرىء على أبي محمد بن صاعد، على ملاء، وحدثكموه عبيد الله بن سعد الزهري، حدثنا عمي، يعني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، يعني ابن كيسان، عن أبي الزناد، أن أبا سلمة أخبره، أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره، أن أبا موسى الأشعري أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط بالمدينة على قف البئر ... ثم ذكر نحوه.
صفحة ٣
4 - وقرىء على أبي محمد بن صاعد على أثره: حدثكم أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام المصري، حدثنا وهب الله بن راشد الحجري أبو زرعة، عن يونس بن يزيد، قال: قال أبو الزناد: شهد عندي أبو سلمة بن عبد الرحمن، أخبره عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث، أن أبا موسى الأشعري أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط في المدينة مدليا رجليه في البئر ... ثم ذكر نحوه.
صفحة ٤
5 - قرىء على أبي القاسم جعفر بن محمد بن المغلس، وأنا أسمع، حدثكم عمار بن خالد التمار، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عبد الملك، وهو ابن أبي سليمان، عن أنس قال: دخلت على محمد بن الحجاج، يعني ابن يوسف، فقال: يا أبا حمزة حدثنا بحديث، ليس بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، فقال أنس: تحدثوا، فإن الحديث يجر بعضه بعضا، قال: فتحدثوا، فذكر أنس حديثا عن علي، فقال محمد بن الحجاج: عن أبي تراب تحدثنا، دعنا من أبي تراب، قال: فغضب أنس، وقال: لعلي تقول هذا؟ أما إذ قلت هذا فلأحدثنك بحديث ليس بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أحد، أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فأكل منه وفضلت فضلة وشيء من خبز، فلما كان الغد أتيته به، فقال: اللهم (ق131أ) ابعث إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا، قال: فجاء رجل فضرب الباب، فرجوت أن يكون من الأنصار فإذا أنا بعلي، فقلت: إنما جاء رسول الله الساعة، وإن شئت أذنت لك، قال: فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ابعث إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا، قال: فجاء رجل فضرب الباب، فرجوت أن يكون رجلا من الأنصار فإذا أنا بعلي فقلت: ألست إنما جئت الساعة؟ وإن شئت أذنت لك، قال: فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ابعث إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا، فجاء رجل فضرب الباب، فقال رسول الله: ائذن له، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم والي.
صفحة ٥
6 - قرىء على أبي بكر محمد بن حبش بن مسعود بن خالد السراج، وأنا أسمع، قيل له: حدثكم أبو جعفر محمد بن سليمان لوين، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه قال: قال عمر لصهيب: أي رجل أنت لولا خصال فيك ثلاث؟ قال: وما هي؟ قال: اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم، وفيك سرف في الطعام. قال: أما قولك اكتنيت وليس لك ولد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط، سبتني الروم وأنا غلام قد عرفت نسبي، وأما قولك فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم من أطعم الطعام.
صفحة ٦
7 - قرىء على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز، وأنا أسمع، حدثكم محمد بن عمرو بن نافع، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا سفيان بن سعيد، عن أيوب بن أبي تميمة، عن أبي قلابة (ق131ب) وسفيان، عن حميد الطويل، وعاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا العيدين بالتهليل، والتقديس، والتحميد، والتكبير.
صفحة ٧
8 - أخبرنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا بندار محمد بن بشار، حدثنا محمد بن الزبير، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن المطلب بن عبد الله، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل أتاني، فقال: اجهر بالتلبية، فإنه شعار الحج.
صفحة ٨
9 - أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن عبد الله بن جعفر، قال: حدثني عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم، عن صهيب، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو [ ..... ] (1) ومعه أبو بكر وعمر وبين أيديهم رطب، وقد رمدت في الطريق وأصابتني مجاعة شديدة، فوقعت في الرطب، فقال عمر: يا رسول الله، ألا ترى صهيبا يأكل الرطب، وهو أرمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا صهيب، تأكل الرطب وأنت أرمد، فقال صهيب: يا رسول الله، إنما آكل بشق عيني هذه الصحيحة، فتبسم رسول الله صلى الله عليه.
صفحة ٩
_حاشية 10 - قرىء على أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم، حدثكم أبو جعفر أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عليه قوم في المسجد، فقال: اقرؤوا من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه، ولا يتأجلونه.
صفحة ١٠
11 - قرىء على أبي الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري، وأنا أسمع، قال: حدثكم هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا المحاربي، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول (ق132أ) الله صلى الله عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام يسئل عن الناس، والرجل يسئل عن أهله، والمرأة تسئل عن بيت زوجها، والعبد مسئول عن مال سيده.
قال ليث: وحدثني طاووس، بمثل ذلك، ثم قرأ: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين}.
صفحة ١١
12 - أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عبيد بن أبي قرة , حدثنا ليث بن سعد (1) , عن أبي قبيل , عن أبي ميسرة قال: سمعت العباس يقول: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: انظر هل ترى في السماء من شيء؟ قال: قلت: نعم. قال: ما ترى؟ قال: قلت: الثريا قال: أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك.
صفحة ١٢
_حاشية 13 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا هشيم، أخبرنا سيار، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقنني [فقال:] فيما استطعت، والنصح لكل مسلم.
صفحة ١٣
14 - حدثنا أبو العباس الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي، املاء من حفظه، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، أنه تزوج امرأة فأصابها شمط، فطلقها، وقال: حصين في بنت خير من امرأة لا تلد، والله ما أقربكي شهوة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.
صفحة ١٤
15 - قرىء على أبي محمد بن صاعد وأنا أسمع، حدثكم أبو عبيد الله المخزومي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: لما نزل: {لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا: يا رسول الله، أي نعيم؟ وإنما هو الأسودان: التمر والماء، (ق132ب) قال: أما إنه سيكون.
صفحة ١٥
16 - أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل صلاة الجميع على صلاة الفذ خمس وعشرين درجة.
صفحة ١٦
17 - أخبرنا أبو السري سهل بن يحيى بن سفيان، حدثنا الحسن بن هارون الصائغ، حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية، عن علي بن أبي طالب، قال: أنا قسيم النار يوم القيامة أقول خذي ذا وذري ذا.
صفحة ١٧
18 - قرىء على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز وأنا أسمع، حدثكم أحمد بن المقدام، حدثنا عمرو بن صالح الزهري، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان قال: سمعت عطاء بن أبي رباح، يقول: حدثني مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن [علي] (1)، عليه السلام، أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خدم، فأمرت فاطمة، عليها السلام، أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقت حتى انتهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم توافقه، فلما خرجت جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت أم سلمة: إن ابنتي فاطمة جاءت تلتمسك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل فاطمة فاستأذن، وقد دخلت هي وعلي، عليهما السلام، في اللحاف، فلما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أرادا أن يلبسا الثياب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كما أنتما، كما أنتما، قال: فدخل في ليلة باردة، قال علي، عليه السلام: فقعدت فأخذت قدميه اسخنتهما بيدي، فقال: أخبرت أنك جئت تطلبينني ما حاجتك؟ قالت: بلغني أنه قدم عليك خدم، فأحببت أن تعطيني خادما يكفيني الخبز والعجين، فإنه قد شق علي، قال: فما جئت تطلبني أحب إليك أم ما هو خير لك منه؟ قال علي: فغمزتها، [وقلت:] قولي: ما هو خير لي (ق133أ) منه، فقالت: ما هو خير لي منه أحب إلي، فقال: إذا كنتما على مثل حالكما هذا الذي أنتما عليه، فسبحا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، وأراه قال: واحمدا ثلاثا وثلاثين.
قال عطاء: وإني لفي شك أيها الأربع وثلاثون، غير أني أظنه التكبير.
قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين، فما زلت تقول ذلك بعد؟ قال: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
صفحة ١٨
_حاشية 19 - قرىء على أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأنا حاضر أسمع، حدثكم إبراهيم بن خالد الصنعاني، حدثني أبو وائل القاضي قال: كنا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه فقام، ثم رجع وقد توضأ فقال: حدثني أبي، عن جدي عطية، وكانت له صحبه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
صفحة ١٩