(ق88ب)

الجزء الأول

من الفوائد المنتقاة والحكايات المنتخبة

من حديث

أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي الكاتب

انتقاء ابن فورك له

رواية أبي الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري عنه.

رواية أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني عنه.

رواية أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي عنه.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن النصير بن تمام بن معالي المؤذن سماعه منه، نقلا من الشيخ التاج عبد الوهاب بن عساكر، وعباس الحموي سماعا من الخشوعي، بقراءة كاتب السماع عبد الله بن أحمد بن عبد الله المقدسي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر البالسي، وأبو عبد الله محمد بن حمزة بن عمر بن المحدث، وأبو بكر محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الخطيب المصري، والصارم محمد بن علي بن عمر بن موثبت يوم الاثنين ثامن عشر جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بمسجد عروة، وجامع دمشق وأجاز لهم مروياته.

صفحة ١

(ق89أ)

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وصلى الله على محمد وآله

قرأت على المشائخ أبي إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الآدمي، وأبي محمد عبد الله بن يحيى بن الفضل بن سليمان الحميري، وأبي غالب المظفر بن أبي بكر بن إلياس الأنصاري، وأبي الحسن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عساكر، وعبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الأنصاري خطيب جامع دمشق، وقريء على أبي العشائر فراس بن علي بن زيد الكناني العسقلاني، وأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الأربلي، وأنا أسمع أخبركم الشيخ الأمين أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قراءة عليه في رابع المحرم سنة ست وتسعين وخمس مائة فأقروا به، قال: أنبا الشيخ الأمين جمال الأمناء أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قراءة عليه ونحن نسمع في ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمس مائة، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري قدم علينا (ق89ب) دمشق قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وأربع مائة، قال: أنبا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي الكاتب في منزله بمصر سنة ست وتسعين وثلاث مائة، قال:

1 - ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد، ثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة وهشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة حديد، عن صخر الغامدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها.

قال الشيخ أبو مسلم هذا الحديث أول شيء سمعت من البغوي، وحفظته، وأعطاني أبي دينارا.

صفحة ٢

2 - حدثنا أبو القاسم البغوي، ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز النسائي التمار، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال: إحدى عشرة مرة لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، أحدا صمدا لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، كتب الله تعالى له ألفي ألف حسنة.

صفحة ٣

3 - حدثنا البغوي، ثنا أبو نصر، ثنا حماد بن (ق90أ) سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن اللواء غدا إلى رجل يفتح الله عليه، فقال عمر رضى الله عنه: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتطاولت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي قم، فدفع إليه اللواء، فقال: اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك , فمشى هنيهة، ولم يلتفت للعزمة، فقال: يا رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وإني رسول الله، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل.

صفحة ٤

4 - أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الحافظ ببغداد قريء عليه وأنا أسمع، قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي في صفر سنة خمس وأربعين ومائتين، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي.

صفحة ٥

5 - حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: (ق90ب) ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا ابن المبارك، ثنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي فقلت: أقرأ وعليك أنزل، قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فافتتحت بسورة النساء فلما بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، قال: فرأيت عينيه تذرفان، فقال لي: حسبك.

صفحة ٦

6 - وحدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبا ابن المبارك، أنبأ موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار قال: لما قرأ ابن أم عبد على النبي صلى الله عليه وسلم بكى، واشتد بكاؤه، ثم قام مغطيا رأسه حتى دخل بيته صلى الله عليه وسلم.

صفحة ٧

7 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني ببغداد، ثنا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة بمصر، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، أن يعقوب بن عبد الله حدثه أنه سمع بسر بن سعيد يقول: سمعت (ق91أ) سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.

صفحة ٨

8 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ثنا محمد بن آدم، وأحمد بن سنان، وعلي بن حرب قالوا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن المنهال ح. وحدثنا أبو بكر قال: وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش، ثنا المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، واللفظ لحبيب أبي معاوية قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج على أصحابه، وهم في بيت اثنا عشر رجلا، وفي حديث أبي أسامة: فخرج عليهم من ناحية البيت ينفض رأسه، وقال: معاوية: ورأسه يقطر ماء، فقال: إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمنتم بي، وقال أبو أسامة: قبل أن يصبح، وقال أبو معاوية: ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ وقال أبو أسامة: فيصلب ثم يقتل، وقال أبو معاوية: فقام شاب من أحدثهم سنا، فقال: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم فقال الشاب: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم فقال الشاب: أنا (ق91ب)، فقال: أنت ذاك، فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام، ورفع عيسى عليه السلام من روزنة في البيت إلى السماء، وجاء الطالب من اليهود فوجدوا الشاب فقتلوه، وصلبوه , وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمنوا به , فتفرقوا ثلاث فرق، قال: فقالت فرقة: كان فينا الله عز وجل ما شاء، ثم صعد إلى السماء , وهم اليعقوبية، وقالت فرقة: كان فينا ابن الله عز وجل ما شاء، ثم رفع إلى السماء وهم النسطورية , وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله فرفع إلى السماء، فاجتمع إلى كل فرقة جمع فاقتتلوا فظفرت الكافرتان على المؤمنة , فلم يزالوا ظاهرين عليهم يقتلونهم ويقتلونهم حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة}، يعني: الطائفة التي كفرت في زمن عيسى عليه السلام {فأيدنا الذين آمنوا} يعني: الطائفة التي آمنت في زمان عيسى {على عدوهم} بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم فيهم على دين الكفار {فأصبحوا ظاهرين}. لفظ محمد بن آدم.

صفحة ٩

9 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من اشترى نخلا قد لقح، فثمرته للبائع، إلا أن يشترط الذي المشتري.

صفحة ١٠

10 - حدثنا أبو عثمان سعيد بن محمد (ق92أ) أخو زبير الحافظ ببغداد، ثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، ثنا ابن فضيل، ثنا عطاء، عن أبيه قال: كنت عند عمار فقال لرجل: ألا أعلمك كلمات كأنه يرفعهن إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: " إذا أخذت مضجعك من الليل فقل: اللهم أسلمت نفسى إليك، ووجهت وجهى إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهرى إليك، آمنت بكتابك المنزل، وبنبيك المرسل، اللهم إن نفسى خلقتها، لك محياها ومماتها فاحفظها بحفظ الإيمان.

صفحة ١١

11 - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، ثنا أبو معمر، ثنا يحيى بن محمد القطعي، ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن غيلان بن شرحبيل، حدثني عبد الدار، عن أم الدرداء الأنصارية، عن أبي الدرداء، قال: قلت لكعب كيف تجدون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كنا نجده موصوفا فيها محمد رسول الله المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، أعطي المفاتيح ليبصر الله به أعينا عميا، ويسمع به آذانا صما، ويقوم به ألسنا معوجة حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعين المظلوم، وينتصر للظالم من أن يستضعف.

صفحة ١٢

12 - حدثنا أبو بكر بن دريد، ثنا أبو عثمان، قال: ثنا العتبي، قال: دخل الشعبي على عبد الملك فقال: يا شعبي أنشدني أحكم ما قالت العرب وأوجزه فقال يا أمير المؤمنين قول امرؤ القيس: صبت عليه وما ينصب من أمم ... أن الشقاء على الأشقين مصبوب (ق92ب)

وقول زهير: ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم

وقول النابغة: ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب

وقول عدي بن زيد: عن المرء لا تسل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن مقتدي

وقول طرفة: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود

وقول عبيد: وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب

وقول لبيد: إذا المرء أسرى ليله ظن أنه ... قضى عملا والمرء ما عاش عامل

وقول الأعشى: ومن يغترب عن قومه لم يزل يرى ... مصارع مظلوم مجرا ومسحبا

وقول الحطيئة: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

وقول الحارث بن عمرو: فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما

وقول الشماخ: وكل خليل غيرها ضم نفسه ... لوصل خليل صارم أو معازر

فقال عبد الملك: حججتك يا شعبي بقول طفيل الغنوي:

ولا أخالس جاري في حليلته ... ولا ابن عمي غالتني إذا غول

حتى يقال وقد وليت في جدث ... أين ابن عوف أبو قران مجعول.

صفحة ١٣

13 - حدثنا أبو بكر بن دريد، ثنا أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: قال شبيب بن شبة، قال الأحنف بن قيس رأس الأدب آله المنطق (ق93أ) ولا خير في قول إلا بفعل ولا في منظر إلا بمخبر ولا في مال إلا بجود ولا في صديق إلا بوفاء ولا في فقه إلا بورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بأمن وصحة.

صفحة ١٤

14 - أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي، قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك، إن الرأي عنك لعازب

وليس أخي من ودني نصب عينه ... ولكن أخي من ودني وهو غائب.

صفحة ١٥

15 - حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، ثنا بشر بن موسى، حدثنا حسين بن عبد الأول، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، ثنا عمرو بن قيس الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شغله قراءة القرآن عن دعائي، ومسألتي أعطته أفضل ثواب الشاكرين.

صفحة ١٦

16 - وحدثنا ابن الأنباري، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن فروخ، قال: أخبرني أسامة، قال: أخبرني عكرمة، أن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب.

صفحة ١٧

17 - حدثنا ابن الأنباري، قال: وحدثني أبي، قال: حدثني أبو منصور، قال: حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، ثنا محمد بن سلام، ثنا حماد بن سلمة، قال: من طلب الحديث، ولم يتعلم النحو أو قال: العربية فهو كمثل الحمار يعلق عليه مخلاته ليس فيها شعير.

صفحة ١٨

18 - حدثنا ابن الأنباري، قال: وحدثني أبي، ثنا أبو العباس بن حسين الأنماطي، ثنا علي بن الجعد، قال: سمعت شعبة، يقول مثل صاحب (ق93ب) الحديث الذي لا يعرف العربية مثل الحمار عليه مخلاه لا علف فيها.

صفحة ١٩

19 - وحدثنا ابن الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الحسن بن عبد الرحمن الربعي، أنبا التوزي أبو محمد، أنبأ أبو معمر صاحب عبد الوارث، عن عبد الوارث، قال: كان شعبة يحقرني أبدا إذا ذكرت شيئا، قال: فحدث يوما عن ابن عون، عن ابن سيرين، أن كعب بن مالك قال:

قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا

نخبرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوسا أو ثقيفا

وتنتزع العروش عروش وج ... وتترك داركم منها خلوفا

فلست لحاضر إن لم تذركم ... بساحة داركم منا ألوفا

قال الشيخ أبو مسلم: في حفظي لحاضن، في نسختي لحاضر، فقال شعبة: وننتزع العروش عروش وج، فقلت يا أبا بسطام وأي عروش ثمة، فقال: ويلك ما هي، فقلت العروش، قال الله تعالى: {خاوية على عروشها} فكان بعد ذلك يهابني ويجلني.

صفحة ٢٠