الاعتبار في الأهلة بالموضع الذي فيه الشخص الآن لا بموضع كان يسكنه، وإلا لوجب على الغائب عن بلده الصوم برؤية الهلال في بلده، وهو باطل إجماعا (1)، هذا ملخص كلامه.
وأقول: فيه بحث، فإن من اعتبر موضوعا كان يسكنه لم يعتبره من حيث سبق سكناه فيه، بل من حيث رؤيته الهلال فيه سابقا فكلفه العمل بمقتضى تلك الرؤية، فمن أين يلزمه وجوب الصوم على الغائب عن بلده برؤية غيره الهلال فيه؟! فتأمل.
بسط كلام لإبراز مرام:
تحقق أمثال هذه المسائل المبنية على تخالف الآفاق في تقدم طلوع الأهلة وتأخرها ظاهر، بناء على ما ثبت من كروية الأرض، والذين أنكروا كرويتها فقد أنكروا تحققها، ولم نطلع لهم على شبهة في ذلك فضلا عن دليل .
والدلائل الآتية المذكورة في المجسطي (2) - وغيره - شاهدة بكرويتها، وإن كانت شهادة الدليل اللمي المذكور في الطبيعي مجروحة [9 / ب].
وقد يتوهم أن القول بكرويتها خلاف ما عليه أهل الشرع، وربما استند ببعض الآيات الكريمة كقوله تعالى: * (الذي جعل لكم الأرض
صفحة ٧٨