قال البخاري في صحيحه:" يقال كل شيء هالك إلا وجهه إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجهه
وقال الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله:" فأما السماء والأرض فقد زالتا لأن أهلهما صاروا إلى الجنة وإلى النار وأما العرش فلا يبيد ولا يذهب لأنه سقف الجنة والله ﷾ عليه فلا يهلك ولا يبيد"
وأما قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَه﴾ فذلك أن الله ﷾ أنزل ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ فقالت الملائكة هلك أهل الأرض وطمعوا في البقاء فأخبر الله تعالى عن أهل السموات وأهل الأرض أنهم يموتون فقال: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِك﴾ يعني ميت إلا وجهه لأنه حي لا يموت فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت انتهى كلامه
وقال في رواية أبي العباس أحمد بن جعفر ابن يعقوب الاصطخري ذكره أبو الحسين في كتاب الطبقات قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:"هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروتها المعروفين بها والمقتدى بهم فيها من لدن أصحاب نبينا ﷺ إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق"
وساق أقوالهم إلى أن قال:" وقد خلقت الجنة وما فيها وخلقت النار وما فيها وخلقهما الله ﷿ وخلق الخلق لهما ولا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبدا"
فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله ﷿ كل شيء هالك إلا وجهه وبنحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله ﷿ خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت
1 / 48