223

حادي الأرواح (دار الكتب العلمية)

الناشر

مطبعة المدني

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

التصوف
عليه وسلم: "لا يدخل الجنة العجز" فبكت عجوز فقال رسول الله ﷺ:"أخبروها أنها يومئذ ليست بعجوز إنها يومئذ شابة إن الله ﷿ يقول: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ ".
وقال ابن أبي شيبة حدثنا احمد بن طارق حدثنا مسعدة بن اليسع حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن سعيد ابن المسيب عن عائشة أن النبي ﷺ أتته عجوز من الأنصار فقالت: يا رسول الله ﷺ ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال نبي الله ﷺ: "إن الجنة لا يدخلها عجوز" فذهب نبي الله ﷺ فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة فقال ﷺ: "إن ذلك كذلك إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا"
وذكر مقاتل قولا آخر وهو اختيار الزجاج إنهن الحور العين التي ذكرهن قيل أنشأهن الله ﷿ لأوليائه لم يقع عليهن ولادة والظاهر أن المراد أنشأهن الله تعالى في الجنة إنشاء ويدل عليه وجوه
أحدها أنه قد قال في حق السابقين: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ إلى قوله: ﴿كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ فذكر سردهم وآنيتهم وشرابهم وفاكهتهم وطعامهم وأزواجهم والحور العين ثم ذكر أصحاب الميمنة وطعامهم وشرابهم وفراشهم ونساءهم والظاهر أنهن مثل نساء من قبلهم خلقن في الجنة
الثاني أنه سبحانه قال: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ وهذا ظاهر أنه إنشاء أول لا ثان لأنه سبحانه حيث يريد الإنشاء الثاني يقيده بذلك كقوله: ﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى﴾ وقوله: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى﴾
الثالث إن الخطاب بقوله: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً﴾ إلى آخره للذكور والإناث

1 / 226