وإلى سملا ينتقل أكابر الموظفين في بدء فصل الحر، فتصبح مقر الحكومة لبضعة أشهر، فيعتقد المرء أنه أضحى بإنجلترا عند تأملها وتأمل ما فيها من غاب البلوط والزين والأشجار المثمرة المألوفة في الغرب.
وفي الهند نواح كثيرة لها ما لتلك المنطقة من الروعة، وأهمها جبال نل غيري التي تبدو في الجنوب ممتدة من جبال كهات الغربية، ففي تلك الجبال أنشئت، أيضا، مدن للصحة، وتعد أوتاكمند أعظمها شأنا، ولتلك المدن جو أكثر اعتدالا من جو منحدرات همالية ما اتفق لها ربيع دائم وثمرات الصيف، وما غردت الطيور الأوربية والصيقان الشقر والعنادل والبلابل في أدغالها، وإليها جلب الإنجليز عصافير دورية ففرخت وكثرت حول بيوتها.
وإذا استثنيت تلك المناطق وجدت حر بلاد الهند يترجح بين درجة الصفر والدرجة 52 بمقياس سنتغراد.
وظاهرة مقاطعة البنجاب أن تجمع أقصى درجة البرد وأقصى درجة القيظ في الهند، وأن تنقلب الأجواء فيها أكثر مما في غيرها.
وكلما سار الإنسان إلى جنوب الهند بدا له تناقص الفروق بين الصيف والشتاء، فإذا بلغ أقصى الهند رأى استواء الجو في مختلف الفصول.
أجل، إنه يجد هنالك ارتفاعا في الحرارة بسبب درجة العرض، ولكن نسام
31
البحر تلطفها، وهي تترجح بين 26 و28 درجة بمقياس سنتغراد في جميع أيام السنة.
ويميز في الهند ثلاثة فصول وهي: فصل المطر ويدوم من مايو إلى أكتوبر، وفصل البرد ويدوم من نوفمبر إلى آخر فبراير، وفصل الحر ويدوم من أول مارس إلى أول يونية، ويختلف زمن كل فصل بين منطقة وأخرى اختلافا جزئيا، وأصلح فصول الهند على العموم هو الذي يستطيع الأوروبيون أن يسيحوا أو يستقروا فيه من غير سوء، أي الذي يبدأ في أكتوبر وينتهي في أبريل.
ويصبح الحر مضنيا في الشهرين أبريل ومايو، فيقاسي الأهلون في أثنائهما كبير عناء، فيبلغ الحر في وادي السند وفي سواحل الدكن شدة لا تجد مثلها في بقعة من الدنيا، فيغيض الحر مياه الأنهر ويذوي النبات، فتشخص الأبصار إلى السماء الصافية فيحجب هذه السماء في نهاية الأمر، كبقية الطبيعة، ضباب من الغبار الدقيق الخانق فتبدو الشمس من خلالها قرصا نحسا عاطلا من الشعاع.
صفحة غير معروفة