أنشودة الفجر الويدية
الفجر هو الترجمان المنير للكلام المقدس، الفجر ينشر حليه ليفتح لنا أبواب النهار، الفجر يضيء الكون فيطلعنا على كنوزه، الفجر ينبه الخلائق ، الفجر يدعو العالم الراقد إلى الحركة بيده القادرة، الفجر يحفز الإنسان إلى البهجة والسرور وإلى القيام بالشعائر المقدسة وإلى العمل لنيل السعادة، الفجر، على عكس الظلام، نبصر به كل بعيد، الفجر، ابن السماء، يبدو لنا نافعا لامعا مدثرا بدثار ساطع ربا لكل ثراء في الأرض، الفجر ينعش بضيائه كل موجود ويبعث كل خامد، فمتى يزورنا الفجر؟ الفجر الذي ينيرنا الآن يكون كالذي جاء قبله، ويكون مثله الذي يأتي بعده، هو ينيرنا كغيره، عادوا غير أناس أولئك الذين رأوا الفجر يتلألأ كما يتلألأ اليوم، والآن حل دورنا لرؤيته، ثم يحل دور أناس آخرين يرون الفجر بعد زمن فيموتون ... الفجر في حمى من الهرم والموت، فيتقدم ناشرا سناءه غامرا شواطئ السماء، الفجر إله النور وهو يبدد الظلام النحس، الفجر يحيي الطبيعة من فوق مركبته الرائعة التي تجرها جياد حمر، أفيقوا، إليكم روحا جديدة تسري فينا، الظل يبتعد والنهار يقترب، فقد مهد الفجر الطريق التي تسير منها الشمس، هلموا إلى النور، هلموا إلى الحياة!
أنشودة الشمس الويدية
أشعة النور تظهر العالم فتنبئ بالإله الذي يعلم كل شيء، تنبئ بالشمس التي إذا ما بدت توارت النجوم كاللصوص وتبدد ظلام الليل، أشعة الشمس الساطعة كالنار تسلم على جميع المخلوقات، الشمس تجري وتبدو للأعين وتبعث النور ويملأ سناؤها الأجواء، وتنهض أمام كتيبة الآلهة وأمام الناس والسماء فيراها كل واحد ويعجب بها، الشمس تزكي وتزيل الهم بضيائها الذي يغشى الأرض المملوءة أناسا، الشمس المشرقة تغمر السماء والأجواء وتبدع الليل والنهار وتبصر كل ذي حياة ويجر مركبتها سبعة جياد شقر، الشمس إله يرى كل شيء وتكلل الأشعة شعره الجميل ... ونحن، بعد أن يزول الظلام ونرى النور الرائع، نسجد أمام ذلك الإله الذي يسطع بين جميع الآلهة، ويظهر أنضر من جميع الكواكب.
أنشودة الروح العليا الويدية
لم يكن شيء فيما سلف، فلا وجود ولا عدم ولا عالم ولا سماء ولا أثير فيما خلا، فأين كان غلاف كل شيء؟ وأين كان حوض الماء وموضع الهواء إذن؟ لم يكن موت ولا خلود ولا نهار ولا ليل، والكائن وحده كان يتنفس من غير أن يستنشق شيئا غارقا في ذاته التي لم يكن شيء خارجا عنها، وكانت الظلمات بعضها فوق بعض، ولم يكن للماء سناء فكان كل شيء ممزوجا به، وكان عرش الكائن في الفضاء الذي يحمله، ثم برأ الكون بإرادته بعد أن نشأت فيه الرغبة التي هي أصل كل شيء، هذا ما قاله الحكماء الذين يفكرون بقلوبهم وعقولهم فينفذون ببصرهم الحديد كل أمر في الأعلى وفي الأسفل وفي أي مكان ما كمنت فيهم بذور اللقاح أي عظيم الأفكار، سيبقى جوهر الكائن الأعلى بعد فناء كل شيء كما كان قبل خلق كل شيء، ولكن من يعرف هذه الأسرار؟ ومن يستطيع أن يكشفها؟ ومن أين تأتي هذه الموجودات ومن أين يأتي هذا الكون؟ أراد الكائن الأعلى خلق الآلهة فبرأها، ولكن من يعلم مصدر هذا الكائن الأعلى ومصدر هذا الخلق الواسع؟ ...
شكل 1-3: تانجور. دقائق نقوش في معبد سبرامانية «ضمن نطاق الزون»، «القرن الخامس عشر.»
أنشودة برهما لكالي داسا
المجد لك أيها الإله ذو الصور الثلاث الذي لم يكن غير ذي طبيعة واحدة قبل التكوين، فلما برأت الكون انقسمت إلى ثلاث صور لكي تبدو صفاتك الثلاث: القدرة والذكاء والحلم، أحسن مما كانت عليه، أيها الخالق غير المخلوق، لقد انتشر أصلك فوق الماء فصدر عنه كل متحرك وساكن، ويقدس لك لأنك بارئ كل شيء، وأنت، إذ تجلت عظمتك على ثلاثة وجوه، كنت السبب الواحد للخلق والديمومة والفناء، والعنصر المؤنث والعنصر المذكر هما أصلا طبيعتك ومنهما يبث كل موجود، قسمت الزمان إلى ليل ونهار، ويسفر نومك وسهادك عن هلاك المخلوقات وبعثها، لا أول لك ولا آخر، وأنت أصل العالم وغايته، وكنت قبل الخلق ولم يكن شيء قبلك، ولا رب لك وأنت رب كل شيء، وأنت تعرف نفسك بنفسك، وبرأت نفسك بنفسك ، وتضر نفسك بنفسك، أنت أبو الآباء وإله الآلهة ومبدع العلم وموضوعه والبصير وغاية البصر.
أنشودة آدي بدهة البدهية
صفحة غير معروفة