رأى بدهة من الرؤى، التي وصفت في «لليتا وشتار» ما أزعج نفسه، وبيان الأمر:
أن كتائب من الجن الأشرار أخذت، في سكون البرية، تدور حوله وهي تقول له همسا، بالمناوبة، قول الشك المأثور: «ما فائدة ذلك؟» الذي يبعد أصلب الناس عودا من الهدف ويلقيه في هوة من اليأس، وبينما كان يهزم برصين الكلام جيش العفاريت المؤلف من غيلان ذوي أجسام نارية دكن سود وعيون مشوهة غائرة كالآبار ملتهبة مقلوعة أو شافنة
2
وغيلان
3
متوجين بأكاليل من أصابع بشرية وغيلان لا رأس لهم وغيلان لهم مائة ألف رأس؛ إذ بنور رائع حافل بالأسرار يعم الغابة التي بدت ندية كما لو بللها القطر، إذ بامتحان يبتلى به ذلك الحكيم فيرى نفسه، وهو غارق في تأملاته، محاطا بجحفل من بنات الجن أبسرا الساحرات، إذ بصور رائعة تتموج بين الأغصان فيندمج بعضها في بعض على شكل زمر شهوانية، إذ بنساء متطرفات أو معتدلات لابسات أزهى ثياب أو عاريات باهرات يرمي بعضهن من تحت أهدابهن الطويلة بسهام أحداقهن المغرية ويرفع بعض منهن لحاظهن الحادة فيحدقن به لطيفات محاولات إغواءه بعبارات الحب وأوضاع الفسق وبما لم تسمع به أذن من وعود اللذات.
قالت بنات العفاريت الساحرات لذلك الحكيم: «تعال، يا صاحب الوجه الذي يحاكي القمر، وانظر إلينا نحن ذوات الوجوه التي تشابه الزهر النضر والأصوات العذبة التي تنفذ القلوب، والأسنان البيض التي تحكي الثلج والفضة، أتجد لنا مثيلا حتى في مقر الآلهة؟ أترى مثلنا في منازل الإنسان نحن اللائي ترغب فيهن آلهة الدرجة الأولى على الدوام؟»
ولكن شا كيه موني صبر على هذا الامتحان الساحر فأجابهن، كما جاء في الأسطورة التي نلخصها بما يأتي:
أرى البدن الدنس الرجس النجس المملوء دودا والسريع الالتهاب والزوال والمدثر بالالآم، فسأنال المجد الخالد الذي تقوم عليه سعادة العالم الثابت والمتحرك فيقدسه الحكماء.
فسمع شا كيه موني القول العذب الآتي: لقد أبدين سحور الشهوة الأربعة والستين وأطنن نطقهن وخرصانهن
صفحة غير معروفة