حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار
محقق
محمد غسان نصوح عزقول
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ
مكان النشر
جدة
الصّيف إلى (الشّام) لشدّة بردها، وفي الشّتاء إلى (اليمن)، فاتّسعت من يومئذ معيشتهم بالتّجارة، وأنقذهم الله من الخوف والجوع ببركة هاشم.
وفي ذلك أيضا أنزل الله تعالى على نبيه ﷺ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ- أي: لإنعام الله على قريش بإيلافهم- إِيلافِهِمْ- أي:
اعتيادهم- رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ- أي: الكعبة- الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [سورة قريش] .
[خبر عبد مناف:]
وأمّا عبد مناف: فكان يسمّى قمر البطحاء لصباحته، وهو الّذي قام مقام أبيه قصيّ بالسّيادة وسقاية الحاج، وقام أخوه عبد الدّار بسدانة البيت والرّفادة- أي: إطعام الحجيج في (دار النّدوة) الّتي بناها قصيّ- وأخوه عبد العزّى بالات الحرب من السّلاح والكراع «١»، بوصيّة إليهم من أبيهم قصي.
[خبر قصيّ:]
وأمّا قصيّ: فكان يسمّى مجمّعا، لأنّه أوّل من جمع قريشا من البوادي إلى سكنى (مكّة)، وأخرج خزاعة منها، وفيه يقول الشّاعر، [من الطّويل] «٢»:
أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعا ... به جمع الله القبائل من فهر
وذلك أنّ سيّد خزاعة شرب ليلة مع جماعة فنفد شرابه، فقال:
من يشتري منّي سدانة البيت بزقّ خمر «٣»، فاشتراها قصي وأشهد
_________
(١) الكراع: اسم يجمع الخيل والسّلاح.
(٢) هو من قول حذاقة بن جمح. (ابن هشام، ج ١/ ١٢٦) .
(٣) الزّقّ: وعاء من جلد يجزّ شعره ولا ينتف، للشراب وغيره.
1 / 94