حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار
محقق
محمد غسان نصوح عزقول
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ
مكان النشر
جدة
شهركم هذا، في بلدكم هذا» ثمّ قال: «ألا هل بلّغت» قالوا:
نعم. قال: «اللهمّ اشهد» «١» .
ثمّ قفل النّبيّ ﷺ إلى (المدينة) فدخلها في أواخر ذي الحجّة، فلبث بها المحرّم وصفر.
ثمّ أمر النّاس في أوّل ربيع بالجهاد إلى (الشّام)، وأمّر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة ﵃، فأخذوا في جهازهم؟
فمرض النّبيّ ﷺ وثقل مرضه، فأقاموا ينتظرون أمره، فتوفّي ﷺ لتمام عشر سنين من هجرته، في السّنة الحادية عشرة، ضحى يوم الاثنين، ثاني عشر من ربيع الأوّل، في الوقت واليوم والشّهر الّذي دخل فيه (المدينة) «٢»، ودفن يوم الثّلاثاء بعد العصر/ صلّى الله وسلّم عليه، وزاده فضلا وشرفا لديه.
فهذا جملة ما اشتمل عليه كتابنا هذا ملخّصا من سيرته ﷺ، من مولده إلى وفاته، وسيأتي ذلك مفصّلا في موضعه إن شاء الله تعالى، مع ذكر ما سبق ذكره ممّا اشتمل عليه الكتاب أيضا، كالخطبة البليغة السّابقة، وخطبة الجهاد اللّاحقة، والأحاديث الواردة في فضل الجهاد، وشرف (مكّة والمدينة) بلدي مولده ووفاته ﷺ، وشرف نسبه، وماثر آبائه وحسبه، ومن بشّر به قبل ظهوره، إلى ما اشتمل عليه من قواعد الدّين الكلّيّة، كنسخ دينه ﷺ لكلّ دين، وتفضيله على جميع النّبيّين والمرسلين، وجملة من معجزاته الباهرة، وفضائل الصّحابة ﵃، ثمّ ذكر ما اشتمل عليه الكتاب أيضا من عباداته ﷺ لربّه، وشكره له بلسانه
_________
(١) أخرجه البخاريّ، برقم (١٦٥٤) . عن أبي بكرة ﵁.
(٢) انظر تعليقنا على ذلك، ص ٣٩٠.
1 / 78