حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

بحرق اليمني ت. 930 هجري
189

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

محقق

محمد غسان نصوح عزقول

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

جدة

(إنّ بني عامر- أي: ابن لؤيّ- لا تجير على بني كعب بن لؤيّ بن غالب)، فبعث إلى المطعم بن عديّ النّوفليّ، فلبس سلاحه، هو وأهل بيته، وخرجوا إلى المسجد، وبعثوا إلى النّبيّ ﷺ أن ادخل، فدخل ﷺ في جوارهم، فطاف ب (الكعبة) وانصرف. فلمّا كان يوم (بدر) قال النّبيّ ﷺ: «لو كان المطعم بن عديّ حيّا وكلّمني في/ هؤلاء [النّتنى]- يعني: الأسرى- لتركتهم له» «١» وكانوا سبعين أسيرا. [عرض النّبيّ ﷺ نفسه على القبائل] وفي «٢» السّنة الحادية عشرة، في الموسم منها: اجتهد النّبيّ ﷺ في عرض نفسه على القبائل في مجامعهم بالموسم ب (منى، وعرفات) أيّهم يمنعه ويؤويه. واجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة ليأمرهم بما يرمون به النّبيّ ﷺ في الموسم، لتكون كلمتهم واحدة، وعرضوا عليه أن يقولوا ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون، فقال: (والله ما هو بشاعر ولا ساحر ولا كاهن ولا مجنون، ولقد سمعت قولا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجنّ)، قالوا: فكيف نقول فيه؟ ففكّر في نفسه، ثمّ قال: (إنّ أقرب القول فيه أن تقولوا ساحر، جاء بقول هو سحر يفرّق بين المرء وزوجه، وبين المرء وأخيه، فتفرّقوا على ذلك، وجعلوا يلقونه إلى من قدم إليهم من أهل الموسم.

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٩٧٠) . عن جبير بن مطعم ﵁. (٢) قلت: وهذا بعد رجوعه من الطّائف في ذي القعدة من السّنة العاشرة للبعثة. وقد كان النّبيّ ﷺ يعرض الإسلام على القبائل منذ السّنة الرّابعة لبعثته.

1 / 200