89

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الناشر

مكتبة ابن تيمية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٨ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

" وذكر - يعني: أحمد ابن حنبل - لُوَينًا، فقال: حدث حديثًا منكرًا عن ابن عيينة، ما له أصل. قلت: أيش هو؟ قال: عن عمرو ابن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم ابن سعد، عن أبيه - قصة علي ـ: " ما أنا الذي أخرجتكم؛ ولكنَّ الله أخرجكم " ـ؛ فأنكره إنكارًا شديدًا، وقال: ما له أصل " اهـ. قلت: ولُوَين، وهو: محمد ابن سليمان المصيصي، وهو ثقة، ومع ذلك؛ فقد ضعف الإمام أحمد حديث هذا تضعيفًا شديدًا وأنكره عليه إنكارًا شديدًا. وقد ذكر الخطيب البغدادي (١) كلام أحمد هذا، ثم قال بعقبه: " أظن أبا عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل - أنكر على لوين روايته متصلًا؛ فإن الحديث محفوظ عن سفيان ابن عيينة، غير أنه مرسل؛ عن إبراهيم بن سعد، عن النبي ﷺ. ثم أسنده من غير وجه، عن سفيان مرسلًا. قلت: وهذا يفيد؛ أن مثل هذا الخطأ، إذا تحقق من وقوعه في حديث، كان الحديث " ضعيفًا جدًا " و" منكرًا " و" ولا أصل له "، لا يصلح للاعتبار، ولو كان المخطئ فيه ثقة. ومن ذلك: روى الربيع بن يحيى الأشناني، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي ﷺ - في الجمع بن الصلاتين.

(١) " تاريخ بغداد " (٥/٢٩٣-٢٩٤) .

1 / 95