69

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الناشر

مكتبة ابن تيمية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٨ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها (١)، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل "مسند البزار" و"معاجم الطبراني" وأفراد الدارقطني"، وهي مجمع الغرائب والمناكير". هذا؛ وقد جاء عن كثير من علماء السلف إطلاق ذم الإكثار من الحديث؛ ومعلوم أن السلف - عليهم رحمة الله ورضوانه - لا يمكن أن يذموا الإكثار من رواية الأحاديث الصحيحة المحفوظة، فعلم بذلك أنهم ما أرادوا إلا الأحاديث الشاذة والمنكرة، التي أخطأ فيها الرواة. وقد بين الإمام الخطيب البغدادي - عليه رحمة الله - وشرح مقالات هؤلاء الأئمة من علماء السلف على نحو ما ذكرت. فقد روى في كتابه " شرف أصحاب الحديث " (٢)، عن الإمام سفيان الثوري، أنه قال: "لو كان هذا من الخير؛ لنقص كما ينقص الخير" - يعني: "الحديث". وبلفظ آخر: "أرى كل شيء من أنواع الخير ينقص، وهذا الحديث إلى زيادة؛ فأظن أنه لو كان من أسباب الخير لنقص أيضًا". ثم قال الخطيب (٣): "إن الثوري؛ عنى بقوله الذي تقدم ذكرنا له: غرائب الأحاديث

(١) اعلم؛ أن صحة الأصول لا تستلزم صحة الأحاديث، ولهذا تجوَّز كثير من هل العلم في إطلاق اسم الصحة على الكتب الستة؛ فتنبه.. (٢) ص ١٢٣) . (٣) ص ١٢٥) .

1 / 75