الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٨ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
واعلم! يا أخي الكريم - علمك الله الخير، وجعلك من أهله - أن ما كتبته في هذا الكتاب من بحوث وتحقيقات حول هذا الموضوع الهام والخطير، وما ذكرت من أمثلة لأخطاء وقع فيها بعض الأفاضل، لم أقصد بها شخصًا بعينه، ولا باحثًا بذاته، بل غاية قصدي، ونهاية هدفي: نصيحة إخواني المشتغلين بهذا العلم الشريف، وصيانتهم
من الوقوع في مثل ما وقع فيه غيرهم؛ فإن "الدين النصيحة؛ لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم "؛ كما قال رسول الله ﷺ.
ولو كان في وسعي، أن لا أسمي أحدًا، أو أشير إليه؛ لفعلت؛ لولا الخوف من أن أُنسب إلى الادعاء والتهويل.
ولولا آيتان في كتاب الله تعالى ما كتبت ما كتبت، ولا سطرت ما سطرت؛ يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِين َيَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ
اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٥٩، ١٦٠] .
فلا يظنن أحد أنني قصدت من كتابي هذا، أو من الأمثلة التي ذكرتها فيه، التشهير بأصحابها، أو الانتقاص منهم أو من أقدارهم، أو أنسبهم إلى ما لا ينبغي،أن يُنسب إليه آحاد الناس؛ فضلًا عنهم، وهم إما عالم فاضل، وإما باحث مجتهد، وكلهم - فيما نحسب وحسابهم على الله - إنما يقصدون الحق، ويلتمسون سبيله، اللهم إلا
القليل جدًا ممن عُرف بنصرة البدعة ومناهضة السنة، فهؤلاء لم آل جهدًا في بيان حالهم، وكشف عوارهم.
1 / 66