الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات
الناشر
مكتبة ابن تيمية
الإصدار
الأولى ١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٨ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
الشواهد.. والاضطراب
الحافظ المكثر الثبت كالزهري وأمثاله، إذا روى حديثًا بأكثر من إسناد، حمل ذلك على سعة روايته، وكثرة محفوظاته، أما إذا وقع ذلك ممن لم يبلغ في الحفظ والإتقان هذا المنزلة، فإنه حينئذٍ يحمل على اضطرابه وعدم حفظه لإسناد الحديث، لاسيما إذا كان ضعيفًا سيء الحفظ؛ بل إنه - حينئذٍ - يكون دليلًا على ضعفه وسوء حفظه (١) .
وعليه؛ فإذا جاء راو ضعيف بعدة أسانيد لمتن واحد؛ فإن هذه الأسانيد لا يقوي بعضها بعضًا، بل يعل بعضها بعضًا، وإن كان راويها في الأصل يصلح حديثه للاعتبار، لكن لما اضطرب في إسناد الحديث عرفنا أنه لم يحفظه كما ينبغي.
فإن وجدنا أحدًا من الثقات تابعه على وجه من الوجوه التي ذكرها، علمنا أن هذا الوجه هو الصواب، وأن ما عداه مما تفرد به، ولم يتابع عليه، خطأ غير محفوظ.
أما إذا تفرد بكل رواياته لهذا المتن، ولم يتابع على شيء منها، فلا يُقبل - حينئذٍ - منها شيء، ولا يقوى بعضها ببعض، كما سبق.
مثال ذلك:
حديث: "يطَّلِع الله ﵎ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ... ".
(١) بعد كتابة هذا؛ وقفت - بفضل الله تعالى - على كلام للحافظ ابن حجر شبيه به، فلله الحمد والمنة، وانظر في "إواء الغليل" للشيخ الألباني (٤/١٢٠) .
1 / 287