صحابي آخر، وتفرد به أيضًا، وقد خطَّأه العلماء في ذلك.
رواه مرة، عن أبي الزبير، عن أبي قتادة الأنصاري، أنه رأى النبي ﷺ يبول مستقبل القبلة.
أخرجه: الترمذي (١٠)، وضعَّفه؛ وكذلك ضعَّفه ابن عبد البر في "التمهيد" (١/٣١٢) .
وهذا؛ يدل على اضطراب ابن لهيعة، وعدم ضبطه لإسناد الحديث ومتنه.
مثال آخر:
حديث: علي بن عياش، عن شعيب ابن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله ﵁، قال: كان آخر الأمرين من رسول الله ﷺ ترك الوضوء مما مست النار.
أخرجه: أبو داود (١٩٢) والنسائي (١٠٨) .
فهذا الحديث؛ استُدل به على نسخ الوضوء مما مست النار، وجعله بعض من كتب في "الناسخ والمنسوخ" مثالًا على ما يعرف فيه النسخ بتنصيص الصحابي على كونه متأخرًا.
وليس كذلك؛ فإن هذا الحديث مختصر من قصة طويلة، لا تدل على معنى النسخ.
قال الإمام أبو داود بعقبه:
"هذا اختصار من الحديث الأول".
يعني: الحديث الذي رواه قبله (١٩١) من طريق الحجاج، عن ابن