123

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الناشر

مكتبة ابن تيمية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٨ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

تفرد به؛ وذلك لأمرين: الأول: أن الدارقطني قد صرح في موضوع آخر من " سننه " بحال سعيد ابن بشير عنده، فقال (١): " سعيد بن بشير.. ليس بقوي في الحديث ". وهذا القول؛ يقتضي ضعف سعيد بن بشير عنده، وهذا يتنافى مع تحسين ما تفرد به. الثاني: أن تحسين الناقد للحديث أو تصحيحه له، لا يكفي بفرده للدلالة على أن الراوي المتفرد بد صدوق في الحفظ، أو ثقة فيه، عند هذا الناقد. فقد يكون لكل حديث من حديث هذا الراوي حكم يخصه، فيطلع فيه الناقد على ما يفهم منه حفظ الراوي له، ويثير ظنًا خاصًا في حسن ذلك الحديث أو صحته، فيحسنه الناقد أو يصححه اعتمادًا على ما احتفَّ به من القرائن، لا عن مجرد صدق الراوي أو ثقته. وكذلك؛ فقد يُضَعَّف الناقد حديثًا تفرد بروايته بعض الثقات، فتضعيف هذا الناقد لهذا الحديث، لا يكفي بمفرده للدلالة على ضعف ذاك المتفرد به عند هذا الناقد، فقد يكون ثقة عنده، بل قد ينص هو على ذلك، لكنه يرى - لضميمة - أن هذه الرواية ضعيفة، قد أخطأ فيها هذا الراوي الثقة. وقد صرح أخونا الفاضل في بعض ما كتب بمثل هذا:

(١) " سنن الدارقطني " (١/١٣٥) .

1 / 129