الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
83

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الرابعة ١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

تصانيف

فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ﴾ ١. وعن عبد الله بن عمر ﵄، أن رسول الله ﷺ قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". قال ابن رجب ﵀: "معنى الحديث أن الإنسان لا يكون مؤمنا كامل الإيمان الواجب حتى تكون محبته محته تابعة لما جاء به الرسول ﷺ من الأوامر والنواهي وغيرها؛ فيحب ما أمر به، ويكره ما نهى عنه، وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع، وذم سبحانه من كره ما أحبه الله أو أحب ما كرهه الله؛ كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ ٢ ... ". إلى أن قال: "وصف المشركين بإتباع الهوى في مواضع من كتابه؛ فقال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ﴾ ٣. وكذلك البدع إنما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا سمي أهلها أهل الأهواء، وكذلك المعاصي إنما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا سمّي أهلها أهل الأهواء، وكذلك المعاصي إنما تنشأ من تقديم الهوى على محبة الله ومحبة ما يحبه، وكذلك حب الأشخاص الواجب فيه أن يكون تبعا لما جاء به الرسول ﷺ؛ فيجب على المؤمن محبة من يحبه الله من الملائكة والرسل والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين عموما ... " انتهى كلامه ﵀.
أمور أخرى تنافي التوحيد: هذا؛ وهناك أشياء تنافي التوحيد، وتقتضي الردة عن دين الإسلام؛ منها سوء الظن بالله، ومنها الاستهزاء بشيء فيه الله ﷿:

١ سورة القصص، الآية: ٥٠. ٢ سورة محمد، الآية: ٢٨. ٣ سورة القصص، الآية: ٥٠.

1 / 91