الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
81

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الرابعة ١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

تصانيف

الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾ ١، فالتحاكم إلى غير الله من أعمال المنافقين، وهو من أعظم الفساد في الأرض. قال الإمام ابن القيم ﵀ على هذه الآية: "قال أكثر المفسرين: ولا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى طاعة غير الله بعد إصلاح الله لها ببعثة الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله؛ فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره بالشرك ومخالفة أمره؛ فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره وطاع متبع غير الرسول ﷺ هو أعظم فساد في الأرض، ولا صلاح لها ولأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والإتباع للرسول ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول ﷺ، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته؛ فلا سمع ولا طاعة، ومن تدبر أحوال العالم؛ وجد كل صلاح في الأرض؛ فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله". وقد سمى الله كل حكم يخالف حكمه بأنه حكم الجاهلية؛ قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ ٢. قال ابن كثير ﵀: "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى، المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الجهالات والضلالات، وكما تحكم به التتار من السياسات المأخوذة عن جنكيز خان، الذي وضع لهم "الياسق"، وهو عبارة عن

١ سورة البقرة، الآيتان: ١١ - ١٢. ٢ سورة المائدة، الآية: ٥٠.

1 / 89