الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
الناشر
دار ابن الجوزي
الإصدار
الرابعة ١٤٢٠هـ
سنة النشر
١٩٩٩م
تصانيف
وعلى الوحي الذي يوحيه إلى أنبيائه ورسله؛ قال تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾؛ سمي روحا لما يحصل به من الحياة النافعة؛ فإن الحياة بدونه لا تنفع صاحبها ألبتة، وسميت الروح روحا؛ لأن بها حياة البدن.
وتطلق الروح - أيضا - على الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه.
وتطلق الروح على ما سبق بيانه، وهو ما يحصل بفراقه الموت، وهي بهذا الاعتبار ترادف النفس، ويتحد مدلولهما، ويفترقان في أن النفس تطلق على البدن وعلى الدم، والروح لا تطلق عليهما، والله أعلم.
ثالثا: فتنة القبر وعذابه ونعيمه
مدخل
...
ثالثًا: فتنة القبر وعذابه ونعيمه
الإيمان باليوم الآخر يعني الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت، ومن ذلك الإيمان بفتنة القبر وبعذاب ونعيمه، وذلك أن بين الموت الذي تنتهي به الحياة الأولى وبين البعث الذي تبتدىء به الحياة الثانية، وبعبارة أخرى: بين القيامة الصغرى والكبرى. فتارة جاءت تسميتها في القرآن الكريم برزخا؛ كما في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، و"البرزخ" لغة: الحاجز بين الشيئين.
وفي هذا البرزخ نموذج من الجزاء الأخروي؛ فهو أول منزل من منازل الآخرة؛ ففيه سؤال الملكين ثم العذاب أو النعيم.
1 / 268