161

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الرابعة ١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

تصانيف

سعيد".
ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح؛ قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ ٢؛ فملك الموت له أعوان من الملائكة يستخرجون روح العبد من جسمه حتى تبلغ الحلقوم؛ فيتناولها ملك الموت.
والمقصود: أن الله وكل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة تدبر شؤونهما بإذنه وأمره ومشيئته - سبحانه تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ ٣، وقوله: ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ ٤.
فلهذا يضيف - سبحانه - التدبير إلى الملائكة تارة لكونهم المباشرين له؛ كقوله تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ ٥،ويضيف التدبير إليه تارة؛ كقوله: ﴿يُدَبِّرُ الأمْرَ﴾ ٦.
فالملائكة رسل الله في خلقه وأمره.
واسم المَلَك يتضمن أنه رسول؛ لأنه من الألوكة؛ بمعنى الرسالة، وقال تعالى: ﴿جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾ ٧، وقال تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا﴾ ٨؛ فهم رسل الله في تنفيذ أمره الكوني الذي يدبر به السماوات والأرض.
وهم رسله في تدبير أمره الديني الذي تنزل به على الرسل من البشر؛ قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ ٩، وقال تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاس﴾ ١٠.

١ سورة الأنعام، الآية ٦١.
٢ سورة السجدة، الآية ١١.
٣ سورة الأنبياء، الآية ٢٧.
٤ سورة التحريم، الآية ٦.
٥ سورة الذاريات، الآية ٥.
٦ سورة السجدة، الآية ٥.
٧ سورة فاطر، الآية ١.
٨ سورة المرسلات، الآية ١.
٩ سورة النحل، الآية ٢.
١٠ سورة الحج، الآية ٧٥.

1 / 170