الإرشاد إلى توحيد رب العباد
الناشر
دار العاصمة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٢ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الناس يوم القيامة بالنبي ﷺ، استغاثة بالحي فيما يقدر عليه، وهذا جائز في الدنيا والآخرة. فلا بأس أن يقول المسلم لأخيه المسلم الحي إذا اعتقد صلاحه: ادع الله لي ومثل ذلك اعتراض جبريل ﵇، لإبراهيم في الهواء لما ألقي في النار، فإن جبريل قادر بإذن الله على إنقاذ إبراهيم من النار.
الرابعة عشرة: أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلمًا.
فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند ككفر إبليس وفرعون، ولو كان تركه للعمل به لعذر من الأعذار كما قال تعالى: ﴿اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [التوبة: الآية: ٩] وكما قال: ﴿يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ [البقرة الآية: ١٤٦].
وإن عمل بالتوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شيء من ذا لم يكن الرجل مسلمًا.
وإذا كان بعض من كان في زمن النبي ﷺ، قد كفر بعد إسلامه بسبب كلمة قالها على وجه المزح واللعب كما قال تعالى عنهم: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: الآية٦٦] فإن
1 / 50