الإرشاد إلى توحيد رب العباد

عبد الرحمن بن حماد آل عمر ت. غير معلوم
115

الإرشاد إلى توحيد رب العباد

الناشر

دار العاصمة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٢ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

سياحين يبلغوني عن أمتي السلام». رواه النسائي. وأما رفع الصوت عند قبره ﷺ وطول القيام هناك فهو خلاف المشروع؛ لأن الله نهى الأمة عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي ﷺ، وحثَّهم على غضِّ الصوت عنده؛ كما قال - سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: ٣]. والرسول ﷺ محترم حيًّا وميتًا؛ فلا ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي، وقد رأى عمر بن الخطاب ﵁ رجلين يرفعان أصواتهما في مسجده ﷺ ورآهما غريبين فقال: أما علمتما أن الأصوات لا تُرفع في مسجد رسول الله ﷺ؟! لو أنكما من أهل البلد لأوجعتُكما ضربًا، وهكذا ما يفعله البعض من تحرِّي الدعاء عنده ﷺ مستقبلًا للقبر؛ فإنه خلاف ما كان عليه السف الصالح، وقد رأى عليٌّ بن الحسين زين العابدين ﵄ رجلا يدعو عند قبر النبي ﷺ فنهاه عن ذلك وقال: ألا أحدثك حديثا سمعتُه من

1 / 119